Loader
منذ سنتين

كثيراً ما أتمنى حدوث أشياء وذلك في نفسي دون أن أصرح بها لأحد، وأجده فعلاً يتحقق دون أن يكون لي يد في ذلك، فهل يعتبر ذلك من تعجيل الحسنات في الدنيا؟


  • فتاوى
  • 2021-12-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4964) من المرسلة السابقة، تقول: كثيراً ما أتمنى حدوث أشياء وذلك في نفسي دون أن أصرح بها لأحد، وأجده فعلاً يتحقق دون أن يكون لي يد في ذلك، فهل يعتبر ذلك من تعجيل الحسنات في الدنيا، مع العلم أن تلك الأمور التي أتمناها لا تخالف الشرع ولله الحمد؟

 الجواب:

        الشخص يكون ممتثلاً لأوامر الله يفعل الواجبات، ويفعل الأمور المسنونة، ويترك المحرمات وفي ذلك بناءٌ لشخصيته الدينية وتنويرٌ لقلبه وتنويرٌ لروحه وتنويرٌ لعقله، وعندما يكون على هذه الدرجة فقد يخطر في نفسه أمورٌ يحبها نتيجة لهذا النور الذي حصل عنده من استقامته على دين الله جل وعلا وتحصل هذه الأمور من جهة الله جل وعلا، وقد يكون ذلك من باب تكريم الله جل وعلا لهذا الشخص ولا يكون ذلك من تعجيل الحسنات.

        وقد يكون الشخص مخالفاً لأوامر الله من جهة ويكون فاعلاً لما نهاه الله جل وعلا عنه، فيظلم قلبه وتظلم روحه ويظلم عقله، وقد يتمنى بعض الأمور وتُعجل له ويكون ذلك من باب تعجيل الأمور التي يحبها في الدنيا حتى يلقى الله جل وعلا، وهو غير راضٍ عنه من جهة ويلقاه وليست له حسنة من جهة أخرى، وذلك أن الشخص يكون متقياً لله جل علاه اتقاءً كاملاً وقد يكون متقياً لله جل وعلا من جهة الورع فيترك الأمور المشتبهة، وقد يكون متقياً لله جل علاه وتكون تقواه من جهة الزهد وذلك بتركه للأمور المباحة، وقد يكون متقياً لله جل وعلا ولكن تكون تقواه هذه بحيث أنه لا يقع في قلبه إلا الله جل وعلا وفعل ما أمره به من جهة وترك ما نهاه عنه من جهة أخرى، وقد يكون الشخص في حال المخالفة قد يكون مخالفاً على سبيل الإنكار وقد يكون مخالفاً على سبيل الاستكبار وقد يكون مخالفاً على سبيل العناد، وقد يكون مخالفا على سبيل النفاق.

        فالمخالف على سبيل الإنكار هو الذي لا يعترف بوجود الله مطلقاً، فهذا يُظلم عقله وتُظلم روحه ويُظلم قلبه.

        والشخص إذا كان مخالفاً من جهة الاستكبار كما حصل من إبليس فإنه استكبر وكما حصل من فرعون في قوله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}[1].

        وإذا كان مخالفاً من ناحية العناد هذا يكون معترفاً بالله ومعترفاً بشرعه لكنه لا يمتثل كما حصل من دعوة الرسول ﷺ لبعض أقاربه وهم يعلمون أن دعوته حق ولكنهم يعاندون في مخالفته، والشخص عندما يكون مخالفا من جهة النفاق هذا يكون ممتثلاً للأوامر من جهة وممتثلاً لترك النواهي من جهة لكن هذا في الظاهر ويكون مخالفاً من ناحية الباطن، ويندرج تحت هذا جميع المنافقين النفاق الذي يخرجهم من الإسلام، فهؤلاء الأقسام الأربعة كلهم داخلون في المخالفة التي تخرجهم عن الإسلام ويكون قلبُ الشخص وعقله وتكون روحه كل هذه الأمور تكون مظلمة، فعلى الشخص أن يتقي الله جل وعلا بقدر استطاعته. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (14) من سورة النمل.