Loader
منذ سنتين

حكم امتناع البنت من الذهاب مع والدتها لزيارة أهلها؛ لوجود بعض الأفعال غير المرضية، مع غضب أمها عليها


  • فتاوى
  • 2021-12-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2716) من المرسلة السابقة، تقول: أمي كثيراً ما تغضب مني؛ لأني لا أذهب لزيارة أهلها، وذلك لأنني لا أحب الاحتكاك بالناس، ولأني أجدهم يتحدثون بأمور لا أحبها فلا أستطيع الجلوس معهم. فهل عليّ في ذلك إثم، وهل أعتبر قاطعة للرحم؟

الجواب:

بإمكانكِ الذهاب مع أمكِ في صلة الرحم وتجنب ما تتوقعين أن يكون فيه عليكِ ضررٌ، وتشتغلين فيما يقربكِ إلى الله -جلّ وعلا- من قولٍ وفعل، وقراءة القرآن، والاشتغال في الصلاة، وما إلى ذلك.

وانفراد الشخص سواءٌ كان ذكراً أو كان أنثى بصفةٍ مستديمة أو شبه مستديمة يحدث عنده تعقيد نفسي؛ لأن الإنسان بطبيعته اجتماعي؛ ولكن ينبغي أن يختار الأفراد الذين يجتمع إليهم، فإن طول انفصال الشخص عن المجتمع له أضرار نفسية. ولهذا الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بيّن آثار الاجتماع السيئ، والاجتماع الحسن، فقال: « مثل الجليس الصالح، كبائع المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة، وإما أن تشتري منه ». فهذه ثلاث فوائد: الهبة، والرائحة الطيبة، والشراء، وقد تجتمع جميعاً.

والجليس السوء ضرب له مثلاً بنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحةً كريهة.

 فهذا الحديث دليلٌ على أن الإنسان اجتماعي بطبيعته، ولكن ينبغي أن يختار القرناء الصالحين، إذا كان رجلاً يختار القرناء الصالحين من الرجال. وإذا كانت امرأة فتختار القرينات الصالحات من النساء.

أما انزواء الإنسان وانطواءه على نفسه، فهذا له أضرار نفسية، ويحصل عنده تقلص في شخصيته بالتدريج، وربما يأتي عليه يومٌ من الزمان لا يحب أن يرى أحداً من الناس، ولا شك أن هذا يعتبر مرضاً من الأمراض النفسية، والوقاية خيرٌ من العلاج؛ يعني: على الإنسان أن يتنبّه لنفسه، وعليه أن يأخذ بالأسباب التي تقرّبه من المجتمع على وجهٍ سليم، وبالله التوفيق.