من أذنب ذنباً حسياً وجاهد نفسه على تركه ومازال يداوم عليه، كيف يتوب؟ وهل يُشترط في التوبة من الذنب أن يتوضأ وضوءاً كاملاً ثم يصلي ركعتين؟
- الصلاة
- 2022-03-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12437) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: من أذنب ذنباً حسياً وجاهد نفسه على ترك هذا الذنب؛ ولكنه مازال يداوم عليه، كيف يتوب؟ وكيف يتخلص من هذا الذنب؟ وهل يُشترط في التوبة من الذنب أن يتوضأ وضوءاً كاملاً ثم يصلي ركعتين؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}[1]، ويقول: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[2].
فعلى العبد أن يتقي الله في نفسه؛ لأن نفسه أمانة معه، وهو مطلوب منه أن يمتثل ما أمره الله به، وأن يجتنب ما حرم الله عليه.
وأما بالنظر إلى التقصير في باب الواجبات أو انتهاك شيء من المحرمات فهذا من إغواء الشيطان لابن آدم، واستسلام ابن آدم للشيطان، ولهذا يحكي الله عنه: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}[3].
فكن يا عبد الله من عباد الله المخلصين، ولا تكن من الغاوين. ومن جهة أخرى أن هذا الشخص قد يكون له أولاد ويتأثرون بسلوكه هذا، وقد يفعلون ما فعله؛ فعليه أن يصدق في التوبة فيما بينه وبين الله -جل وعلا-. ومن شروط التوبة الإقلاع من هذا الذنب؛ أما التوبة مع الاستمرار على فعل الذنب فهذا تلاعب من العبد مع ربه، وعليه أن يتقي الله حتى لا يأخذه الله على غفلة ويندم. وبالله التوفيق.