حكم الصلاة بثوبٍ واحدٍ مع الشك بنزول البول عليه
- الطهارة
- 2021-08-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7127) من المرسلة س. ش.ع، تقول: في كل وضوء وصلاة ألبس ثوباً جديداً حتى تعبت نفسي جداً جداً، هل يجب عليّ الصلاة بثوبٍ واحدٍ مع شكي بنزول البول عليه، ولا أدري أي مكان نزل عليه البول؟ أفتوني أحسن الله إليكم.
الجواب:
يقول الله -جل وعلا-: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"[1]، وعداوة الشيطان للإنسان تكون في دينه، وفي نفسه، وفي عرضه، وفي عقله، وفي ماله، يتسلط عليه من هذه المبادئ الخمسة، ومن ذلك ما سألت عنه السائلة فإن الشيطان يتسلط على الشخص سواءٌ ذكراً أو أنثى في عبادته، في طهارته، في صلاته، في صيامه، في زكاته، في عمرته، وفي حجه، وفي جهاده أيضاً، وفي سائر العبادات التي يعبد ربه فيها، ويدخل عليه -أيضاً- من وجوهٍ أخرى؛ لكن بالنظر إلى أن السائلة سألت عن وجود هذه الوساوس لها في الطهارة فإن على هذه المرأة أن تأخذ بأمرين:
أما الأمر الأول فهو: أن تُكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هذا الأمر الذي يقع عندها في طهارتها وكذلك في صلاتها، هذا الأمر الذي يقع هو من وساوس الشيطان ومن نزغات الشيطان؛ فعليها أن تكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعليها الإكثار من ذكر الله -جل وعلا-؛ وكذلك الصلاة على الرسول ﷺ.
والأمر الثاني هو: قوة الإرادة؛ بمعنى: إنها إذا غسلت عضواً من أعضاء الوضوء الغسل الواجب أو الغسل المسنون، الغسل الواجب مرةً واحدة فإذا زادت مرةً ثانية فهو سنة، وإذا زادت ثالثة فهذا الغُسل سنة، لكنها لا تزيد على الثلاث إلا بالنسبة لمسح الرأس فإن الشخص يبدأ من مقدم رأسه وينتهي إلى مؤخره، ثم يرجع من مؤخره إلى مقدمه يعم جميع رأسه بالمسح، وإن اكتفى بمرةٍ واحدة؛ يعني: بدأ من المقدم إلى المؤخر واكتفى بذلك فإن هذا يكفيه عن أداء واجب المسح، ولا يزيد عن المرات الثلاث بالنسبة لسائر أعضاء الوضوء.
وقد سألني شخصٌ وقال: إنني أتوضأ عشر مرات! كلما انتهيت من الوضوء قلت: يمكن هذا الوضوء غير كامل أو غير صحيح وهكذا.
وسألتني امرأة وقالت: إنني أدخل للوضوء لصلاة المغرب بعد أذان المغرب ويؤذن العشاء وأنا ما فرغت من الوضوء لصلاة المغرب! ولا شك أن هذا مرض من الأمراض.
وحُدِثت عن شخصٍ أنه يتوضأ للوقت الواحد خمس ساعات! ولا شك -أيضاً- أن هذا مرض من الأمراض، وعندما يسترسل الإنسان في هذا الأمر فالشيطان ليس له حدٌ يقف عنده من جهة إغواء بني آدم.
فعلى الشخص أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ويُكثر من ذكر الله ومن الصلاة على الرسول ﷺ، ويكون عنده قوة إرادة في رفض هذه الأمور، فإذا توضأ الوضوء المشروع لا يُعيده، وإذا صلى فإنه لا يعيد الصلاة.
ومن جهةٍ ثانية: السائلة ذكرت الثوب الذي تصلي فيه وتتوهم أنه نجس؛ هذه المرأة وأمثالها إذا جعلت لصلاتها ثوباً خاصاً فلا مانع من ذلك، وتجعل ثوباً آخر يكون عليها في أوقات شغلها في بيتها أو في خروجها مثلاً؛ لكنها تخصص ثوباً تتحقق طهارته، ويكون هذا خاصاً في الصلاة يستر جميع بدنها إلا الوجه واليدين إذا كانت منفردةً، أو كانت عند النساء، أو كانت عند محارمها.
أما إذا قامت تصلي وعندها رجالٌ أجانب فلا بدّ أن تغطي وجهها ويديها مع سائر بدنها. وبالله التوفيق.