Loader
منذ سنتين

ما حكم التصدق بمبلغ معين بنية تكفير الذنوب والمعاصي أي إنسان في حق نفسه وحق الله؟


  • فتاوى
  • 2022-01-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8977) من المرسلة أ.ر، من الرياض تقول: أنا فتاة أرغب بأن أتصدق بمبلغ معين من المال التي يتوفر لدي بنية تكفير المعاصي والذنوب التي يرتكبها أي إنسان في حق نفسه وحق الله -جل وعلا-، لكن كيف لي أن أعرف أن الله رضي عني وكفّر عني فعلي أو ما قلته في حياتي؟

الجواب:

        المكلف مأمور بفعل الأسباب المشروعة وتجنب الأسباب الممنوعة.

        فعلى سبيل المثال من الأسباب المشروعة امتثال الأوامر، ومن الأسباب الممنوعة اجتناب النواهي وعندما يقع الإنسان في مخالفة في باب الأوامر أو مخالفة في باب النواهي فقد شرع الله -جل وعلا- لذلك أسباباً منها:

التوبة، والتوبة تجب ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ومنها الإكثار من الأعمال الصالحة لقوله -جل وعلا-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[1]، ويقول -جل وعلا-: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[2] إلى آخر الآية، فالحسنات في كفة والسيئات في كفة.

        ومن ذلك أيضاً كثرة الدعاء.ومن ذلك أيضاً الصدقة والمسلم يعمل بالأسباب التي يتمكن منها ليكفر الله بها عنه ما حصل منه من تقصير في باب الأوامر أو تقصير في النواهي؛ بمعنى: أنه ارتكب أمر محرماً ولهذا يقول الله -جل وعلا- في سورة الأنفال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[3] وهذا عامٌ في الكفار المشركين المنافقين كل واحدٍ منهم عندما يعمل ما يكون سبباً في كفره من ترك واجبٍ أو فعل محرم ويتوب إلى الله -جل وعلا- فإن التوبة تجّب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

ومن الأمور التي يحسن التنبيه عليها أن الشخص إذا ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أو لم يدخل الإسلام أصلاً ولكنه أسلم ومات على إسلامه فإن الله -سبحانه وتعالى- يتفضل عليه بالحسنات التي عملها في كفره ويمحو عنه السيئات التي عملها في كفره لعموم الآية السابقة وهي قوله -جل وعلا-: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[4]، وبالله التوفيق.



[1] الآية (47) من سورة الأنبياء.

[2] الآية (8) من سورة الأعراف.

[3] من الآية (38) من سورة الأنفال.

[4] من الآية (38) من سورة الأنفال.