Loader
منذ سنتين

شخص يصيبه الخجل، واحمرار الوجه، ولايستطيع إكمال حديثه أمام الناس


  • فتاوى
  • 2021-12-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3192) من مرسل لم يذكر اسمه من الأردن، يقول: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، ابتليت ببلاءٍ منذ صغري ولم يطّلع عليه أهلي، فبقي هذا البلاء يلازمني طول حياتي، وقد حاولت مراراً التخلص منه، ولكن دون فائدة، لا أستطيع أن أجزم إن كان بلائي هو الخجل، أم الجبن، أم الحياء، أم ماذا؟! فإنه إذا تحدث إليّ شخصٌ يحمرّ وجهي، وأظن أن الناس يعدون عليّ الكلمات، فلا أستطيع أن أكمل ما بدأت وإن كان قولي خيراً، وقد قرأت في بعض الكتب المختصة عن هذا الأمر، وحاولت تطبيق ذلك من اختلاطٍ بالناس، ومعاملاتهم باحترام؛ ولكن لم يتغير شيء.

يقول بعض من عرف حقيقتي: هذا دليلٌ على ضعف إيمانك بالله.

لقد هداني الله إلى الصلاة منذ التاسعة من عمري تقريباً، وكذلك الصيام، وإني إذا ظلمت نفسي أو غيري بعلمٍ أو بدون علمٍ أستغفر الله وأبكي على ذنبي، فإلى أي مدىً من الصحة يبلغ قول القائلين: هذا دليلٌ على ضعف إيمانك بالله؟ وأي الحياء الذي نهى الرسول ﷺ عن تركه حينما مرّ برجلٍ ينهى أخاه عن الحياء؟

ثالثاً: ما الحل لمشكلتي؟ وأي الكتب تنصحونني بقراءتها؟

الجواب:

 المولود يولد على الفطرة، ويولد على أنه سالمٌ من جهات صفاته باعتبار التكوين، وباعتبار الخلقة.

وقد يكون هناك عوارض تخرج المولود عن هذا الأصل، فقد تكون هناك عوارض وراثية للشخص، وهذه العوارض الوراثية تكون مؤثرةً عليه، وقد تكون هناك عوارض تربوية، فالشخص عندما يولد ويتربى بين أشخاص من الذكور والإناث، فإن تربيته فيما بينهم لها تأثيرٌ على تكوين شخصيته.

فعلى سبيل المثال: إذا كان يعيش في بيتٍ يعاني فيه من كثرة المشاكل التي تكون بين والديه، أو تحصل له مضايقاتٌ وسوء تربية أمه؛ أو أبوه يعامله معاملةً قاسيةً بصفةٍ مستمرة ويضايقه من جهةٍ أخرى.

وقد يكون -أيضاً- في البيت من هو أكبر منه من إخوانه، ويحصل عليه ضغطٌ، ففي هذه الأحوال يصاب الشخص بضعفٍ في شخصيته؛ لأنه يتصوّر قوتهم، وحينئذٍ يكون عنده ضعفٌ ولا يقابل هذه القوة، ويتأصّل فيه هذا الضعف، فعندما يختلط بالمجتمع ابتداءً من المدرسة، وكذلك الزملاء الذين يجتمع معهم، أو الأشخاص الذين يجتمع معهم في الشارع، فعندما يحصل اجتماعٌ في المدرسة، أو في الشارع يحس بوجود ضعفٍ عنده؛ لأنه يشعر بقوتهم مقابلةٍ لهذا الضعف الذي عنده. فيتأصل هذا الأمر في نفسه، ويستمر معه ويكون جزءاً ثابتاً في نفسيته، ويصعب عليه أن يزيل هذا الأمر.

والشخص الذي يصاب بهذا الشيء ينبغي أن يعيد النظر في نفسه، فيستخدم الأساليب التي تجعله يتصف بقوة الشخصية ولو على سبيل التدريج.

فعلى سبيل المثال: إذا جلس مع زملائه يحرص -بقدر الاستطاعة- أنه هو الذي يتكلم، ويجعلهم يسمعون له، وهكذا يتغلب على هذه الصفة.

        ومن تتأصل فيه هذه الصفة، ولا يستطيع أن يصلّي إماماً للجماعة؛ لأنه لا يجد قوةً لأن يتقدم.

فالمهم أن هذا يعتبر من الأمراض النفسية، وعلى الشخص أن يعالج نفسه بما سبق؛ بالإضافة إلى دعاء الله -جلّ وعلا-، والإكثار من فعل الخير، والابتعاد عن الشر، ومقارنة أهل الخير، والابتعاد عن مقارنة أهل الشر، ويحرص -بقدر الاستطاعة- أن يغشى المجتمعات التي يكثر فيها الناس.

أما ما ذكره من ناحية أن هذا ضعفٌ في إيمانه، فالإيمان شيءٌ والصفات التي توجد في الإنسان هذا شيءٌ آخر، وليس هذا دليلاً على ضعف الإيمان عند الشخص؛ وإنما هو دليلٌ على ضعف الإرادة عنده. وبالله التوفيق.