المقصود بالصلاة على النبي ﷺ المذكورة في قول الصحابي « أجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله »
- فتاوى
- 2021-08-29
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (917) من المرسل م.م.ع من جدة، يقول: أسأل عن الصحابي رضوان الله عليه وعلى الصحابة أجمعين، الذي سأل الرسول الكريم ﷺ: كم يجعل للرسول ﷺ من صلاته؟ فقال: ما تستطيع؟ وكان يكررها عليه، أي الصحابي حتى قال له الرسول ﷺ: « إذا فعلت ذلك كُفيت همك كله »، وذلك بعد أن قال الصحابي: أجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله ، نرجو التوضيح هل المقصود بالصلاة هي صلاة الفريضة، أم التلفظ فقط؟
الجواب:
أولاً: لفظ الشاهد من الحديث أن أبي بن كعبٍ قال: « قلت يا رسول الله: إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت, قلت: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت، فهو خيٌر لك، قلت: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ لك، فقال: اجعل لك صلاتي كلها، قال: إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك »[1].
ثانياً: درجة هذا الحديث قال الترمذي: حديثٌ صحيح، وقد أخرجه أيضاً الإمام أحمد في المسند، وأخرجه الحاكم في المستدرك وصححه، وأخرجه غيرهما.
ثالثاً: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن تفسير هذا الحديث، فقال: كان لأُبيّ بن كعب دعاءٌ يدعو به لنفسه، فسأل النبي ﷺ، هل يجعل له منه ربعه صلاةً عليه ﷺ؟ فقال: إن زدت، فهو خيرٌ لك، فقال له: النصف؟ قال: إن زدت فهو خير لك، إلى أن قال: اجعل لك صلاتي كلها، أي أجعل دعائي كله صلاةً عليك، قال إذاً تكفى همك، ويغفر لك ذنبك؛ لأن من صلى على النبي ﷺ صلاةً، صلى الله عليه بها عشراً، ومن صلى الله عليه كفاه همه، وغفر له ذنبه. انتهى.
رابعاً: بهذا تعلم أن المقصود هو الدعاء بالصلاة على النبي ﷺ، وأنه ليس المقصود صلاة الفرض، وبالله التوفيق.
[1] أخرجه أحمد في مسنده(35/166)، رقم(21243)، والترمذي في سننه، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع(4/ 636)، رقم(2457)، والحاكم في مستدركه(2/558)، رقم (3894).