Loader
منذ سنتين

كلمة توجيهية حول الغيبة والنميمة والتكلم والقدح في العلم وأهله


  • فتاوى
  • 2022-02-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10325) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: الغيبة والنميمة أصبحت فاكهة لمجلسنا إلا من رحم الله، وليتها على هذه فحسب بل هناك من يتكلم ويقدح في العلم وأهله، هل من كلمة توجيهية في هذا الأمر.

الجواب:

        لا شك أن اللسان نعمة من نعم الله -جل وعلا-، فعلى الإنسان أن يستخدم هذه النعمة فيما شرع الله -جل وعلا-، ولا يجوز له أن يستخدمها فيما حرم الله؛ مثل: الكلام في الغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، والأيمان الكاذبة؛ وكذلك الوقوع في أعراض الناس الغافلين من الأحياء أو الميتين؛ ذلك أن كل شخص قد وكل الله فيه ملكين من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، وملكين من صلاة الفجر إلى صلاة العصر يكتبان حسناته وسيئاته، فالذي على اليمين يكتب الحسنات، والذي على اليسار يكتب السيئات: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1]. وهذه الأعمال تُحصى وإذا جاء يوم القيامة فإنها تعرض عليك: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}[2]، فجميع ما يصدر من الشخص محصىً عليه، مكتوب في هذه الصحائف. ويوم القيامة يقال لك: انظر هذه أعمالك؛ هذا من جانب.

        ومن جانبٍ آخر هو جانب المُقاصة لأنك عندما تتكلم بغيبةٍ أو نميمة فيكون هذا من الظلم، ومظالم العباد لا تدخلها التوبة، فإذا جاء يوم القيامة يُنظر في حسناتك، ويُنظر إلى الأشخاص الذين يطالبونك في المظالم، فيؤخذ من حسناتك لكل واحدٍ منهم بقدر المظلمة، فإذا فنيت حسناتك أخذ من سيئاتهم بقدر مظلمتك لهم، ثم طُرحت عليك ثم طُرحت في النار. وقد قال الله -جل وعلا-: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}[3]، فلا بد أن يتنبه الإنسان لهذا الموقف، ويحرص على نجاة نفسه مادام في زمن الإمكان. وبالله التوفيق.



[1] الآية (18) من سورة ق.

[2] الآيتان (13-14) من سورة الإسراء.

[3] الآيات (34-37) من سورة عبس.