الفتوى رقم (8720) من المرسل السابق، يقول: هل يتوقف الإنسان عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارج بيته؛ لأنه لم يوّفق بأن يكون سبباً في هداية أهل بيته أصلاً إلى ترك المعاصي والمنكرات، فكيف يفعل أو يأمر بالمعروف خارج بيته، فهل يتوقف بمجرد فشله داخل بيته؟

الجواب:

        أولاً: يأمر نفسه هو بالمعروف وينهاها عن المنكر؛ لأنه إذا فعل ذلك في نفسه كان سبباً في قبول أهل بيته، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وإذا كان أيضاً كذلك حصل ذلك فإنه يكون سبباً في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

        لكن لو فرض أنه متلبس بالمعصية أو مثلاً أهل بيته تلبسوا بالمعصية، ورأى شخصاً عاصياً في نفس ذات المعصية، فقد قال الله -جل وعلا-: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[1].

        فالشخص هذا ينكر على الناس أمراً هو واقعٌ فيه لم ينه نفسه عنه، فيبدأ بنفسه أولاً ثم بعد ذلك يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ لأن هذا أدعى لقبوله، وبالله التوفيق.