Loader
منذ سنتين

كيف نستطيع تزكية أنفسنا؟


الفتوى رقم (8342) من المرسلة السابقة، تقول: كيف نستطيع تزكية أنفسنا؟

الجواب:

        من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- شرع الشريعة، فأمر ونهى وما أمر الله به فهو مصلحة، وما نهى الله عنه فلأجل اشتماله على مفسدة، والمفاسد في الشريعة تكون من طريقين:

        أما الطريق الأول: فهو ترك الأوامر.

        وأما الطريق الثاني فهو: فعل المحرمات، وهكذا فعل المكروهات.

        وإن كانت مفسدة المكروه أقل من مفسدة المحرم، وهكذا بالنظر إلى تفاوت المفاسد في الأمور المحرمة وتزكية النفس تكون بتحقيق المصلحة واجتناب المفسدة، وتحقيق المصلحة يحصل من طريقين:

        الطريق الأول: امتثال ما أمر الله به.

        والطريق الثاني: اجتناب ما نهى الله -جل وعلا- عنه.

        فعندما يمتثل الإنسان ما أمر الله به، ويتجنب ما نهاه الله عنه، فحينئذ يتحقق فيه قوله -جل وعلا-: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[1].

        وأما إذا عكس فلم يمتثل الأوامر، وارتكب النواهي، فينطبق عليه قوله -جل وعلا-: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[2]. ويكون هذا الشخص لم يزكِ نفسه وبقدر ما يكون من المخالفة في باب الأمر أو في باب النهي، يحصل من ذلك أثر على قلب الإنسان، وإذا حصل أثر على قلب الإنسان أثر على جوارحه، ولهذا الرسول قال: « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعداً ». ولما رأى رجلاً يصلي، ويعبث في لحيته قال: « لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ».

        فالأعمال الصالحة لها أثر على القلب من جهة، وأثر على الجوارح من جهة أخرى، والمعاصي لها أثر على الجوارح ولها أثر على القلب، ولها أثر أيضاً على تصرفات الإنسان. يقول بعض السلف: « إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي ». فالشخص الذي يريد أن يزكي نفسه يحرص على فعل الأوامر واجتناب النواهي، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (9) من سورة الشمس.

[2] من الآية (10) من سورة الشمس.