Loader
منذ سنتين

عند الخوف من الرياء هل الأفضل أن أترك العمل أم أستحضر الإخلاص؟


الفتوى رقم (12413) من المرسل السابق، يقول: عند الخوف من الرياء هل الأفضل أن أترك العمل أم أستحضر الإخلاص والمضي فيه قدماً؟

الجواب:

هذه مرحلة من مراحل الشيطان مع ابن آدم؛ لأن المرحلة الأولى هي مرحلة الجحود، والمرحلة الثانية هي مرحلة الكفر الأكبر، والشرك الأكبر، والنفاق الأكبر. والمرحلة الثالثة إذا عجز عن هاتين المرحلتين انتقل إلى حمل العبد إلى المعاصي، وحمله على المعاصي للعبد من جهتين: الجهة الأولى ترك الواجبات التي لا تصل إلى درجة الكفر أو الشرك؛ لكن تكون من باب المعاصي وحمله على فعل المحرمات التي لا تصل إلى درجة الكفر، إذا لم يتمكن من حمل الإنسان على شيء من ذلك فإنه ينتقل معه إلى الغرور -الاغترار بأعماله الصالحة- ولهذا لما قال رجل كان مغتراً بأعماله الصالحة لما قال: « والله لا يغفر الله لفلان، فقال -جل وعلا-: « من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك ». والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الرياء، ومعناه: أن الشخص يزيّن صلاته يزيّن قراءته من أجل أن يقال: إنه عابد، وإنه يحسن القراءة. وهذا الشخص يريد أن يترك الأعمال خوفاً من الرياء، وهذه مرحلة سادسة من إبليس، فالشخص لا يعمل الأعمال الصالحة من أجل الناس، ولا يترك الأعمال من أجل الناس؛ فهذا من وساوس الشيطان، ومن حمل الشيطان لهذا السائل بأن يترك الأعمال الصالحة خوفاً من الرياء، فعلى الإنسان أن يحرص -بقدر استطاعته- أن يكثر من الأعمال الصالحة، وأيضاً يكثر من ذكر الله -جل وعلا-، ويكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وهذه الوساوس لا يلتفت إليها. وبالله التوفيق.