وظائف اللسان
- فتاوى
- 2021-12-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5015) من مرسل من اليمن، يقول: ما وظائف اللسان؟
الجواب:
لا شك أن اللسان له أهميةٌ عظيمة والشخص كما أن عليه وظائف يؤديها بلسانه، فهو أيضاً ممنوعٌ من استعمال لسانه في وظائف أخرى.
ومن المعلوم أن الإيمان قولٌ وعملٌ واعتقاد، والإيمان يذكر في القرآن والسنة مفرداً ويذكر مع الإسلام، والإسلام كذلك يذكر مفرداً ويذكر مع الإيمان، فإذا ذكراً جميعاً فسّر الإيمان بالأعمال الباطلة، وفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، وإذا ذكر الإيمان مفرداً دخل فيه الإسلام وإذا ذكر الإسلام مفرداً دخل فيه الإيمان.
فالشخص عندما يدّعي الإيمان لابد لصحة إيمانه من تأديته للأعمال، وعندما يدّعي الإسلام، فلا بد من إيمانٍ يكون أصلاً لهذه الأعمال.
وبناءً على ذلك فإن من وظائف اللسان ما يكون من باب الإيمان والإسلام عندما يجتمعان، ويكون من وظائف الإيمان عندما يذكر مفرداً، ويكون من وظائف الإسلام عندما يذكر مفرداً.
وأعلى درجات هذه الوظائف هي كلمة التوحيد، فكلمة التوحيد يقولها الإنسان بلسانه، وهكذا يتدرج الشخص من هذه الدرجة يشتمل هذا التدرج على جميع الواجبات القولية وكذلك يكون شاملاً لدرجات الأمور المستحبة القولية.
فعلى سبيل المثال تكبيرة الإحرام للصلاة يقولها الإنسان بلسانه، وتكبيرات الصلاة، تكبيرات التنقل هي من الواجبات وهكذا سائر الواجبات القولية، ومن ذلك أيضاً تلاوة القرآن والتسبيح والتهليل وغير ذلك من الأمور التي لا تخفى، واللسان قد يوظفه صاحبه وظائف لكنها ليست بمشروعة، يكون ممنوعاً منها كتكلّمه بكلمة الشرك، وكذلك ينزل الشخص من هذه الدرجة إلى سائر المحرمات القولية.
فعلى سبيل المثال: الكذب، والغيبة، والنميمة، وما إلى ذلك، كل هذه الأمور الشخص منهيٌ عن توظيف لسانه بها، وبناءً على ذلك فالذي ينبغي من الشخص هو أن يتنبه إلى اللسان من أجل ألا ينطق إلا بما يرضي الله جل وعلا سواءٌ كان ذلك على سبيل أداء ما أوجبه الله -سبحانه وتعالى- أو على سبيل ما شرعه من مسنوناتٍ قولية أو على سبيل التطوع، فالرسول ﷺ في ليلة الإسراء لقي إبراهيم -عليه السلام- فقال: إبراهيم للرسول ﷺ: « أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ».
فالتسبيح من وظائف اللسان والرسول ﷺ قال: « من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة »[1]، وقال ﷺ: « من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ».
فعلى المسلم أن يتنبه إلى توظيف لسانه بما يرضي الله جل وعلا وأن يجنبه ما يسخطه. وبالله التوفيق.