حكم ضرب الأم أولادها على وجههم وأجسامهم
- فتاوى
- 2021-09-21
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1661) من المرسلة السابقة، تقول: عندي أولاد يضايقونني كثيراً، ولا يسمعون كلامي، فأحياناً أضربهم على وجوههم بيدي، وأحياناً أضربهم بأي شيء يقع في يدي على أجسامهم من غيظي، فهل ضرب الوجه حرام؟ وأيضاً ضرب الأجسام؟
الجواب:
لا يجوز لك أن تضربي أحداً منهم مع وجهه؛ لأنه قد يقع على محل حساس من الوجه فينشأ عن هذا مالا تحمد عقباه. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى تأديبهم إذا قصروا في واجب من الواجبات الشرعية، أو ارتكبوا أمراً من المحرمات، فتأديبهم أمر مشروع وواجب على ولي أمرهم.
والشيء الذي يحتاج إلى تنبيهٍ -هنا- هو: أنه ينبغي على ولي الأسرة؛ سواء كان ذكراً أو كان أنثى؛ يعني: الشخص المسؤول، ينبغي أن يتصف بالأخلاق الفاضلة قولاً وعملاً؛ يتصف به من الناحية القولية ومن الناحية الفعلية؛ من أجل أن يكون قدوة حسنة؛ لأن بعض الأمهات أو بعض الآباء يتصرف تصرفاً ليس بمحمودٍ بالنظر إلى نفسه، ويطالب أولاده بأن يتصفوا بالصفات الطيبة، والأولاد يتساءلون يقولون: كيف يسلك أبونا، أو كيف تسلك أمنا هذا المسلك، ومع ذلك يأمروننا بأن نسلك المسلك الحسن؟ فلا يمتثلون، ويكون هذا عقوبة للأب أو عقوبة -مثلاً- للأم.
فالمقصود أنكِ تتخلقين بالأخلاق الفاضلة قولاً وعملاً، ثم تستعملين الحكمة معهم بالقول والترغيب والترهيب، ولا تلجئي للضرب إلا باعتباره آخر مرحلة من المراحل التي تتمكنين منها كربة بيت. ولو دعا الأمر إلى المرحلة الأخيرة التي ليست بيدك؛ ولكنك تبلّغين الجهات المسؤولة؛ كما إذا كان أولاد لا يصلون مطلقاً، وأنتِ تضربينهم من جهة الصلاة، فبإمكانك أن تبلّغي جهة الحسبة، وتخبرينهم بأنهم لا يصلّون من أجل أن يستدعوهم ويأخذوا عليهم التعهد، ويكون في هذا تعاونٌ على البر والتقوى. وبالله التوفيق.