أريد أن أكون على اتصال بالله
- فتاوى
- 2021-06-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (439) من المرسل السابق، يقول: أريد أن أكون على اتصال دائم بالله، فماذا أفعل؟
الجواب:
الشخص الذي يريد أن يكون على صلة بالله دائماً، فالطريق لذلك هو أن يحافظ على أوامر الله: يفعل ما أمره الله به، يحافظ على صلاته وصيامه؛ وكذلك من ناحية الحج والزكاة إلى غير ذلك مما أمر الله به، فلا يسلك في هذه الأمور التي أمر الله بها مسلك الإفراط ولا مسلك التفريط؛ ولكن عليه أن يسلك مسلك العدل؛ فأما مسلك التفريط فهو التقصير في أداء الواجبات، وأما الإفراط فهو الزيادة في الشي المشروع، ومن ذلك أن يتوضأ الشخص ويغسل أعضاء وضوئه أربع مرات أو خمس مرات؛ لأن الواجب مرة واحدة، والغسلة الثانية والثالثة هذا من السنن.
فالمقصود أنه لا يجوز له أن يسلك مسلك الإفراط من ناحية الزيادة، ولا مسلك التفريط من ناحية النقص؛ بل عليه أن يسلك مسلك العدل في ذلك.
وأما بالنسبة للنواهي فإنه يجتنب ما حرم الله عليه. ومن جهة أخرى الشخص لا بدّ له من أقران يرتبط بهم، والقرناء قسمان: قرناء سوء، وقرناء خير.
فعلى الشخص أن يقترن بقرناء الخير؛ لأن هؤلاء يقربونه إلى الخير، والخير يقربه إلى الله، وعليه أن يبتعد عن قرناء السوء؛ لأن هؤلاء يجرّونه إلى السوء، والسوء يبعده عن الله، ولهذا الرسول ضرب مثلين للجليس الصالح والجليس السوء، فقال: « مثل الجليس الصالح كبائع المسك إما أن تشتري منه، وإما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة ».
وضرب مثلاً للجليس السوء بنافخ الكير إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة.
ومن جهة ثالثة على العبد أن يحرص على قراءة القرآن؛ لأن قراءة القرآن فيها أجر للإنسان من جهة، وفيها تربية روحية من جهة أخرى. وعليه -أيضاً- أن يحرص على التزود بالعلم الذي يجعله على بصيرة من أداء أمور دينه على الوجه الأكمل، ففيه محافظة على أوامر الله بطريق العدل، ومحافظة على ترك المحرمات من جهة ثانية. ومن جهة ثالثة مصاحبة الأخيار، ومن جهة رابعة الابتعاد عن الأشرار، ومن جهة خامسة الاستمرار على قراءة القرآن وتدبره، ومن جهة سادسة الحرص على التزود من العلم الذي يجعله على بصيرة من أمور دينه.
وختام القول في ذلك وهو الوجه السابع أن يلجأ إلى الله دائماً، ويدعوه بأن يوفقه إلى طريق الهدى، وأن يثبته عليه حتى يلقاه، وأن يبعده عن طريق الضلال حتى يلقاه. وبالله التوفيق.