معنى قوله " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ........... " الآية
- فتاوى
- 2021-06-03
- أضف للمفضلة
الفتوى (77) من المرسل ع. ع من القصيم - بريدة، يقول: مامعنى قوله تعالى: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ " [1]؟
الجواب:
قوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى"[2]، والله -جل وعلا- قال في سورة الإسراء: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"[3].
وتكريم الله -جل وعلا- لبني آدم، جاء على وجوه كثيرة، وجاء تقريرها في القرآن وتقريرها في السنة، وهذا وجه من وجوه التكريم.
فالله كرم ابن آدم أن يأتي زوجته وهي في هذه الحال؛ لأن المحل الذي أباحه الله -جل وعلا- في غير وقت الحيض، صار هذا المحل كريهاً في وقت الحيض، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ" يعني أنه لا يجوز للرجل أن يجامع زوجته في فرجها في الحيض.
أما مباشرته لها في غير الفرج فإن هذا لا شيء فيه؛ يعني لا إثم عليه فيه؛ لأن الرسول ﷺ كان يفعله مع نسائه.
فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ يعني حتى ينقطع دم الحيض عنهن، فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فإذا اغتسلن، وإذا لم يكن عندها ماء أو تعذر استعماله بأي وجه من الوجوه، فإنها تتيمم.
فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ يعني هذا أمر بما أباحه الله -جل وعلا- قبل وجود الحيض؛ يعني أنه يجوز للرجل أن يأتي امرأته من المحل الذي أباحه الله -جل وعلا-، وهو القبل.
وبناءً على هذا: فلا يجوز للإنسان أن يعتدي على زوجته بأي وجه من وجوه الاعتداء، كمجامعته لها في وقت الحيض، أو مجامعته لها في غير المحل الذي أباحه الله -جل وعلا-؛ لأن الله -جل وعلا- جعلها أمانة في رقبته، فلا يجوز أن يخون هذه الأمانة، ولا يطلع عليه وعلى زوجته في التعامل بينهما إلا الله -جل وعلا-، فواجب على الشخص أن يراقب الله مراقبة دقيقة، وأن لا يستهين في أوامر الله -جل وعلا-، فيتركها مستسيغاً لتركها، أو ما نهى الله -جل وعلا- فيفعله مستسيغاً لفعله.
ومما يؤسف له أن بعض الأشخاص قد يتعدى بالفعل فيجامع زوجته في الحيض، أو يجامعها في غير المحل الذي أباحه الله -جل وعلا-، فالمقصود أنه يجب على الشخص أن يتقي الله وأن يراقبه، وبالله التوفيق.