هل صحيح أن المرء يُحشر مع من أحب؟ وما معنى ذلك؟
- فتاوى
- 2022-02-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10236) من المرسل ر. س من الجزائر، يقول: هل صحيح أن المرء يُحشر مع من أحب؟ وما معنى ذلك؟
الجواب:
الناس يوم القيامة صنفان ذكرهما الله -جل وعلا- في آخر سورة الزمر، وهما قوله -تعالى-: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)}[1].
ولا شك أن الإنسان يحشر مع من أحب، فإذا كانت محبته لله فإنه يحشر مع من أحبه لله، ولهذا جاءت أدلة تدل على ذلك، فالرسول ﷺ قال: « أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وذكر السبابة والوسطى ».
ويقول -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[2]، ولهذا يوم القيامة إذا كان الأب بمنزلةٍ أدنى من منزلة الابن فإن الله يرفع الأب إلى منزلة ولده، وإذا كان الولد في منزلةٍ أدنى من منزلة الأب فإن الله يرفع الابن إلى منزلة أبيه، وهذا من كمال فضل الله -جل وعلا-.
لكن هذه المحبة التي يدعيها الإنسان في الحياة هل هي محبةٌ شهوانية، أو محبة طبيعية، أو محبة من أجل مصلحةٍ دنيوية، أو محبة من أجل ذات الله -جل وعلا-، فقد قال ﷺ في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال: « ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا عليه ». فلا بدّ أن يعرف الشخص السبب الذي من أجله أحب هذا الشخص، فإذا كانت محبته خالصة لوجه الله -جل وعلا- فإن هذه هي المحبة المشروعة. وبالله التوفيق.