Loader
منذ سنتين

حكم اجتهاد الطبيب في إعطاء المريض مخدراً ووفاة المريض خلال ذلك، و حكم تلقين المريض الشهادة قبل تخديره


الفتوى رقم (4722) من المرسلة أ. م، تقول: أدخل والدي للمستشفى لمرض تعرض له، وعند زيارتي له أخبرني الطبيب بأن حالته خطرة وسيلجأ إلى تنويمه بمادة المخدر، وعندها ما كان مني إلا أن لقنته الشهادة قبل وضع المخدر، وفعلاً تشهد ناطقاً الشهادة كاملة ثلاث مرات، بعدها وضع له المخدر فنام، وبعد أيام توفي والدي-يرحمه الله- وهو تحت تأثير المخدر، هل الشهادة مقبولة؟ وهل أنا مأجورة أم متسببة عليه نظراً لسوء حالته؟ ثم إنه كان صائماً أربعة أيام من شوال وقطع اليوم الخامس بسبب المرض، فهل يحسب له صيام ستة من شوال كاملة؟

 الجواب:

        هذا التصرف الذي حصل من الطبيب من جهة وضع المخدر له، إذا كان هذا المخدر يغلب على الظن أنه يكون سبباً لوفاته، فإن الطبيب هو المتسبب في الوفاة، ولا يجوز له أن يفعل ذلك، وعليه الدية والكفارة وعليه التوبة أيضاً فيما بينه وبين الله جل وعلا.

        أما إذا كان هذا المخدر الغرض منه هو تسكين المرض عن هذا الشخص، لكنه لا يكون سبباً في الوفاة فالطبيب محسن، وما على المحسنين من سبيل.

        أما بالنسبة للأيام التي بقيت عليه من ستٍ من شوال، فهذه لم يصمها، والله -سبحانه وتعالى- كريم.

        وأما بالنظر لتلقينك له الشهادة، فقد أحسنت في ذلك، وقبول الشهادة يرجع إلى الله جل وعلا، وعلى الشخص أن يفعل الأسباب المشروعة، وأما ترتب المسببات الآثار عليها فهذا يرجع إلى الله تعالى كما قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[1]. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (7- 8) من سورة الزلزلة.