الفتوى رقم (261) من المرسل ي.أ.م من السودان- قرية روفو، يقول: هل آكل الربا تجوز إمامته؟

الجواب:

        الربا لا يشك أحد في تحريمه، والناس الذين يتعاملون به منهم المكثر ومنهم المقل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى منهم المتعمد الذي يعلم أنه ربا، ويتعمد التعامل به، فقد قيل لبعض الأشخاص: اتق الله! لا تتعامل بالربا، فقال: إذا كثر مالنا تركنا الربا!

        فهذا الأسلوب فيه محاربة لله ولرسوله، لكتاب الله ولسنة رسوله ومحاربة لله أيضاً؛ لأن الله تعالى يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)"[1].

        وأما هذا الإمام الذي ذكرته فهو يحتاج إلى أن ينبه على أن التعامل بالربا محرم، فإذا أخبر وأصر على التعامل بالربا، فيكون قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وهو في هذه الحال له حالتان:

        الأولى: أن يكون متعاملاً بالربا على سبيل العناد والمكابرة وإنكار تحريم الربا، فيكون كافراً مرتداً عن الإسلام، لا تصح إمامته، ولا تصح الصلاة خلفه.

        الثانية: أن يكون ممن يعترف بتحريم الربا، ولكنه يتعامل به، فهذا يكون قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، فعليك بنصحه لعل الله أن يهديه، وإذا لم ينتصح، فعليك بتبليغ الجهة التي يرتبط بها هذا الشخص وإبلاغها أن عمله هذا، من أجل أن تسعى بإزالته من المسجد، وتعيين شخص أحسن منه وأتقى لله؛ لأن الإمامة ليست من الأمور السهلة.

        أما الصلاة التي صليتموها سابقاً فأرجو أن تكون صحيحة، أما مستقبلاً فكما أجبت، وبالله التوفيق.