Loader
منذ سنتين

كيف يجمع بين {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وحديث: « أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل؟


  • فتاوى
  • 2022-02-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11018) من المرسل السابق، يقول: كيف الجمع بين قوله -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[1] وما شابهها من النصوص، مع قول الرسول ﷺ: « أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل »[2]؟

الجواب:

        أما قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ}[3] مصيبة: نكرة في سياق النفي، ومؤكدة بكلمة من، فهي عامة؛ لكن هذا العموم ليس على إطلاقه؛ كما في قوله ﷺ: « إن الرجل لتكون له المنزلة في الجنة لا ينالها إلا على بلوى تصيبه »، فقد يصاب الإنسان بأمور من أجل رفع درجته في الجنة، وقد يصاب بأمور من أجل كثرة حسناته حتى ترجح على سيئاته، وقد يصاب بأمر من باب العقوبة له؛ فباب الابتلاء من الله -سبحانه- واسع.

        ومن المعلوم أن الرسول ﷺ وهو آخر الرسل غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ ولكن الأمور التي أجراها الله عليه -وكذلك الرسل- من ناحية قيامهم بالدعوة، وما حصل من التكذيب، وما حصل من الأمور ممن يعارضهم لا شك أن هذا بتقدير الله -جلّ وعلا-، والله -سبحانه وتعالى- حكيم عليم. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (30) من سورة الشورى.

[2] أخرجه أحمد في مسنده(3/78)، رقم(1481)، والترمذي في سننه، أبواب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء(4/601)، رقم(2398)، وابن ماجه في سننه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء(2/1334)، رقم(4022).

[3] من الآية (30) من سورة الشورى.