حكم سفر الرجل بدون إذن وموافقة والدته
- فتاوى
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (579) من المرسل ع.ع.ع وردت من مصر مقيم بالعراق محافظة ذي قرن، يقول: سافرت إلى العراق بالرغم من غضب والدتي؛ لأنني ابنها الوحيد، فقالت: إن سافرت فسوف ترجع وتجدني قد متّ، وبعد سفري بأربعة أشهر، توفاها الله، فماذا عليّ أن أعمل لأكفّر عن سخطها عليّ؟ هل عليّ ذنب؟ وهل أذبح لها ذبيحة في مصر وأهب ثوابها لوالدتي بالرغم أنها كانت لا تصلّي؟ وهل يغفر الله لها بإكثار التصدق عليها، علماً بأنها كانت تصوم ولا تؤذي أحداً بيدها ولا لسانها؟
الجواب:
كان عليك في بداية الأمر أن تطيع أمك، ولكن حصل ما حصل من السفر من وفاتها في سفرك.
وبناء على هذا الشيء فأنت ذكرت في سؤالك أنها لا تصلّي، وقد ماتت على هذا الأساس، وهي في بلاد الإسلام؛ يعني: هي في بلاد فيها تقام الصلوات، وهي ليست جاهلة فرضية الصلاة، وهي دائرة بين أنها تركت الصلاة إما جحداً لوجوبها وعناداً، أو أنها تركتها على سبيل التكاسل والتهاون، وهي على الحالتين إذا ماتت على ذلك تكون كافرة، ولا يصح أن تتصدق عنها، ولا أن تدعو لها؛ فإن الرسول ﷺ قال: « استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ».
فلا يصح منك أن تقدّم لها شيئاً من الأعمال إذا ماتت ولم تتب، وعليك أن تتحرى بدقة الحالة التي ماتت عليها؛ يعني: هل كانت تصلّي قبل موتها؛ يعني: ولو بعد سفرك هل صلّت ورجعت إلى الله، فإذا كانت قد صلت، فلا مانع أن تتصدق عنها، وأن تحج عنها، وأن تعتمر، وأن تدعو لها. وإذا تحققت أنها مستمرة على ترك الصلاة حتى توفيت، فلا تعمل لها شيئاً من الأعمال. وبالله التوفيق.