Loader
منذ 3 سنوات

المنهج السليم في تربية الأطفال ونصيحة في هذا الموضوع


الفتوى رقم (5433) من المرسل السابق، يقول: ما المنهج السليم في تربية الأطفال؟ وما نصيحتكم في هذا الموضوع؟

الجواب:

        تربية الأب لأولاده تكون بطريقة طيبة إذا كان هذا الأب من جهة ما يزاوله من أعمالٍ من أقوال إذا كان يزاول أعمالاً طيبة، ويتكلم بأقوالٍ طيبة، ولا ينظر إلا إلى ما أباحه الله له، ولا يستمع إلا إلى ما أباحه الله من الاستماع، ولا يتكلم إلا بما يرضي الله -جلّ وعلا-. والأولاد يشاهدون هذه الأفعال وهذه الأقوال، يشاهدونها ويسمعون منها ما يكون مسموعاً، ويحاكون والدهم في أفعاله وفي أقواله وفيما يستمع إليه. ويتجنب الأقوال القبيحة والأفعال القبيحة؛ وكذلك النظر المحرم، وكذلك الاستماع إلى الأمور المحرمة. وعندما يشاهدون أنه يتجنب هذه الأمور فإنهم يحاكونه في تجنبها محاكاة تدريجية حتى تستقر هذه الأمور في نفوسهم وينشأون عليها وتكون نشأتهم طيبة؛ هذا من جانب ما يكون من جهة الأب.

        ومن جانب الابن الوالد راعٍ على الولد ومسؤول عن رعيته، فكما أنه لا يريد أن يشاهده ولده إلا على ما يرضي الله -جلّ وعلا-؛ فكذلك ينبغي له أن يراقب ولده في أقواله وفي أفعاله وفيما يستمع إليه؛ وهكذا في سائر الأمور الأخرى ويتفقده؛ فإذا رآه على عملٍ حسن شجّعه وشكره، وإذا رآه أو سمع منه قولاً قبيحاً، أو رآه يستمع للأغاني ونحو ذلك، أو من الذين يتسكعون في الشوارع ويطلقون أنظارهم إلى النظر فيما حرمه الله -جلّ وعلا- فإنه ينصحه وينبهه على أن هذه الأمور قبيحة؛ وكذلك إذا رآه يتهاون في الصلاة أو يتهاون في الصيام فإنه ينصحه؛ والمقصود أنه إذا رآه مقصراً في واجبٍ من الواجبات، أو رآه مرتكباً لشيءٍ من المحرمات فإنه ينبهه على هذا الواجب الذي تركه وهذا المحرم الذي فعله. بهذه الطريقة يكون هو قدوة حسنة في عمله لنفسه، ويكون قدوةً حسنة في مراقبته لأولاده. بهذه الطريقة تكون هذه التربية تربيةً شرعية؛ أما إذا حصل انفلاتٌ من الأب فيستمع ما حرم الله، وينظر إلى ما حرم الله، ولا يسمعون منه إلا ما يسوء. وكثيرٌ من الشباب يسألون عن آبائهم، يقول: والده يشرب الخمر، ووالده لا يصلي، ووالده يفطر في رمضان في البيت ويخرج كأنه صائم وهكذا، فهذه أمورٌ قد يفعلها الأب وهو الراعي المسؤول عن رعيته، فهم أهل البيت فقد يتأثر ضعيف النفس منهم ويحاكي والده بهذه الطريقة؛ وهكذا عندما يكون الأب يفعل شيئاً من المحرمات، أو يترك شيئاً من الواجبات، أو يتساهل مع الابن عندما يترك الولد واجباً من الواجبات أو يفعل شيئاً من المحرمات. بهذه الطريقة يكون الأب قدوة سيئة في تربيته لأولاده من جهة محاكاتهم له، ويكون قدوة سيئة في تربيته لأولاده من جهة ما يباشرونه من أقوالٍ قبيحة ومن أفعالٍ قبيحة لا ينبههم عليها. وقد جاء في الحديث: « ما نحل والدٌ ولداً من نحل أفضل من أدب حسن »؛ فالأب لا شك أنه مسؤول عن أولاده يوم القيامة: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته » وذكر منهم « الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته »، فعلى كلّ والدٍ مسؤولية عظيمة عليه أن يتنبه لها. ومن جهة الولد ينبغي أن يتعاون مع والده ولا يكون فيه سوء أدب على والده؛ لأن بعض الأولاد إذا أمره والده بالطاعة سخر منه، وإذا نهاه عن المعصية سخر منه! فكما أن الأب واجبٌ عليه أن يؤدي مسؤوليته؛ فكذلك الابن واجبٌ عليه أن يمتثل هذه المسؤولية. وبالله التوفيق.