ما الجهاد في سبيل الله؟
- فتاوى
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4170) من المرسل السابق، يقول: ما هو الجهاد في سبيل الله؟ وهل هو تنمية المال أو الحفاظ عليه حتى ولو كان يلهي عن طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ، ولا أفهم كيف جمع بين الجهاد والمال في هذه الصورة؟
الجواب:
الرسول ﷺ يقول: « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرة إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ».
وقد جاءه رجل يسأله، فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله؟ ». ومقر النية القلب، ولهذا لما جاء رجل يسأل الرسول ﷺ جلس ولم يتكلم، فقال له الرسول ﷺ: « جئت تسأل عن البر؟ » قال: نعم، قال: « البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر (يعني في القلب)، وإن أفتاك الناس وأفتوك ». فحينئذ النية محلها القلب، وعندما تنبعث النية الطيبة فيشتغل الإنسان في الجهاد في سبيل الله، حينئذ يكون جهاده مشروعاً، والجهاد في سبيل الله يختلف باختلاف الأمكنة، واختلاف الأزمنة، واختلاف الأحوال، واختلاف الأشخاص، ولكل مقام مقال، ولكل مسألة حكمها، لكن الشيء الذي يحتاج إلى أن أنبه -هنا- هو أنه لا بد من النية الحسنة عندما يدخل الإنسان في هذا المدخل، وكذلك غيره من المداخل الشرعية، وليس الجهاد خاصاً بجهاد الكفار، فقد يجاهد الإنسان نفسه، ويجاهد أولاده، قصدي من هذا الكلام هو أن مدلول الجهاد مدلول واسع، والأصل في هذا هو النية الحسنة من الشخص، ويقوم بقدر ما كلف به؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[1]. وبالله التوفيق.