ما حكم من لم يقصر ولم يحلق شعره بعد العمرة لجهله؟
- الحج والعمرة
- 2022-01-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8853) من المرسل ع. إ من وادي بن هشيل، يقول: أديت العمرة وقمت بالطواف والسعي ولكني لم أحلق شعري ولم أقصر جهلاً مني، ماذا يلزمني الآن؟
الجواب:
إذا كنت لم تقصر حتى الآن فإنك تقصر، لكن إذا حصل منك جماع لزوجتك في الفترة من انتهاء الطواف والسعي إلى الحلق أو التقصير، فإنك تذبح شاة في مكة توزع على فقراء الحرم، وأنت لست معذور في الجهل؛ لأن بإمكانك أن تسأل أهل العلم، والله -سبحانه وتعالى- قال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[1]، الشخص إذا أراد أن يتوضأ لابد أن يعرف صفة الوضوء، إذا أراد أن يصلي لا بد أن يعرف صفة الصلاة، لهذا لما رأى النبي ﷺ شخصاً يصلي ولا يحسن الصلاة، جاء وسلم عليه وقال له: « صلِ فإنك لم تصلي »، فعل ذلك ثلاثاً، فلما جاء في الرابعة قال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني، فعلمه الرسول ﷺ كيفية الصلاة، وهذا من فروض الأعيان، فالعمرة من فرض العين، والحج من فرض العين، والطهارة والصلاة والصيام وهكذا بالنظر للزكاة لمن كان عنده مال.
فالواجب على الإنسان أن يتعلم ما يجب عليه وجوباً عينياً قبل الإقدام عليه؛ لأنه قد يقدم عليه وهو جاهلٌ فيه ولا يؤديه حسب الوجه الشرعي، فقد ينقص ركنٌ وقد ينقص شرطٌ وقد ينقص واجبٌ فالمقصود أن الشخص يتعلم وإذا تعلم فإنه يعمل، ولهذا يقول الله -جل وعلا- في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}[2] ويقول -جل وعلا-: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ}[3]، وقال عمرٌ -رضي الله عنه-: « تفقهوا قبل أن تسودوا »، وبالله التوفيق.