Loader
منذ سنتين

حكم خروج الناس بأكلهم في رمضان وأكلهم أمام بيوتهم مجتمعين


الفتوى رقم (1543) من المرسل ع. م. م، من الخرطوم – السودان. يقول: عندنا في السودان في أيام رمضان وفي غيرها يخرج الناس بأكلهم أمام البيوت وفي الطرقات، ويأكلون مجتمعين حتى أصبحت عادة، وسميّت بالدّكّة فيما يبدو أو القِرَى، ما الحكم؟

الجواب:

        الجواب عن هذا السؤال أنه فرع من فروع قاعدة العُرْف، فإذا تعارف الناس على أنهم يُخرِجون أكلهم خارج بيوتهم ويجتمعون عليه؛ كلٌ يأتي بما يسَّر الله له ويأكلون جميعاً، فهذا جائز، وفيه مصلحة من جهتين:

        أما الجهة الأولى: فإن الناس ليسوا سواءً من جهة الغنى، فقد يوجد في بيت أحدهم طعامٌ جيد، وفي بيت الآخر طعام متوسط، وفي بيت الآخر طعامٌ رديء، فيأتون بهذه الأنواع، وينتفع بعضهم من طعام بعض، وقد يكون عند بعضهم حسن نية من جهة أن يُكثِر الطعام ويزيده حُسْناً؛ من أجل مراعاة الناس الذين لا يستطيعون أن يصنعوا هذا الطعام، لا من جهة الكيفية، ولا يكون عندهم طعام من ناحية الكيفية؛ يعني: فقراء، فيأتي بهذا الطعام الممتاز الكثير من أجل أن يأكل منه الأشخاص الذين هم في أَمسِّ الحاجة إلى مثل هذا الطعام.

        وعلى هذا الأساس يكون هذا من التعاون على البر والتقوى، وليست هذه العادة من الأمور المخالفة لا لنصوص الشرع ولا لقواعده العامة؛ لكن قد يَحْتَّفُ به في بعض الأحوال ما يحتاج إلى تنبيه.

        فإذا كان مقصود السائل أنه يوجد اختلاط بين الرجال والنساء على سبيل السواء، فهذا يحتاج إلى علاج من جهة فصل الرجال عن النساء، يُتَّخَذُ مكان للنساء، ويُتَّخَذُ مكان للرجال، وتتحقَّق المصلحة التي نبَّهتُ عليها بالنسبة للنساء بعضهم مع بعض، وبالنسبة للرجال بعضهم مع بعض. وإذا كان هناك أمور منكرة تَحْتَّفُ بهذا الموضوع، فعلى القادرين على تغيير هذا المنكر أن يزيلوه حسب استطاعتهم المبينة في قوله ﷺ:« من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ». وبالله التوفيق.