Loader
منذ 3 سنوات

الخصام مع الأهل وسرعة الغضب


  • فتاوى
  • 2021-07-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6561) من المرسلة السابقة، تقول: أحب قراءة القرآن وحفظه والعمل به خاصةً في جانب حسن الخلق، إلا أنني أعيش في أسرةٍ لا تُحسن المعاملة معي في بعض الأحيان، فأجد نفسي سريعة الغضب فأتخاصم معهم حتى ولو كنت أنا المظلومة أندم بعد ذلك على ما فعلت من صراخٍ وشجار، أفيدوني في ذلك مأجورين.

الجواب:

        الأسرة إذا كانت متعددة الأفراد من ذكورٍ وإناث وفيه تفاوتٌ في السنِ، وقد يكون رب البيت متزوجاً بأكثر من امرأة، ويوجد له أولادٌ من نسائه في هذا البيت، أو تكون كلّ امرأةٍ مع أولادها في بيتٍ يخصها؛ ولكن يكون فيه اجتماعٌ دوري كل أسبوع يجتمعون في بيتٍ من البيوت، ويحصل مع هذا الاجتماع نقاش بين الذكور فقط، أو بين الإناث فقط، أو بين الذكور والإناث؛ سواءٌ كان ذلك من ناحية الزوجات، أو كان ذلك من ناحية البنين فيما بينهم، أو من ناحية البنات فيما بينهن، أو من ناحية البنين والبنات، وهذا أمرٌ يعتبر من الأمور الطبيعية التي لا ينفك عنها وضع أسرةٍ من الأسر؛ ولكن بالنظر إلى موقف الشخص إذا كان يريد السلامة فإنه يحسن إلى كلّ فردٍ من أفراد الأسرة على قدر استطاعته، يحسن بالقول، يحسن بالفعل، إذا كان عنده مال وكانوا في أمسّ الحاجة يُحسن بالمال، ولا يطلب منهم المُقاضاة؛ يعني: لا يطلب منهم أن يحسنوا إليه. عندما يحصل منهم أذى له بأي وجهٍ من الوجوه فإنه يتحمل هذا الأذى، ولا يؤذيهم ابتداءً ولا ينتقم لنفسه بل يسامحهم، يقول الله -جل وعلا-:"وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"[1]، فإذا وقف هذه المواقف الأربعة مع الأسرة فإنه يسلم منهم، وهم -أيضاً- يسلمون منه؛ يعني: لا يتطور الأمر لأنه إذا حصل منه أذىً ابتداءً وآذوه هم أو آذوه وأراد أن ينتصر لنفسه وقد يزيد تتطور المشاكل وتكبر؛ ولكن عندما تُعالج في البداية بالطريقة التي ذكرتها هذا يكون أبقى للعلاقات سليمة بين الأسرة. وبالله التوفيق.



[1] الآية (43) من سورة الشورى.