Loader
منذ 3 سنوات

هل الأفضل للمسلم أن يعبد الله طمعاً في جنته وخوفاً من ناره، أم الأفضل أن يعبده بنية التقرب إليه سبحانه وابتغاء مرضاته فقط؟


  • فتاوى
  • 2021-07-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5170) من المرسل ط. ع. أ، مقيم في المملكة، يقول: هل الأفضل للمسلم أن يعبد الله سبحانه وتعالى طمعاً في جنته وخوفاً من ناره، أم الأفضل أن يعبده بنية التقرب إليه سبحانه وابتغاء مرضاته فقط، المرجو توضيح هذا الأمر على التفصيل، وما حكم من يعبد الله طلباً للدنيا وتيسير الأمور؟

الجواب:

        الإنسان يعبد الله سبحانه وتعالى بما أوجب الله عليه، ويعبده بما هو مشروعٌ؛ ولكنه ليس بواجبٍ، يكون من المندوبات أو من باب التطوع، وهذه العبادة التي تصدر من الشخص مبنيةٌ على أمرين:

        أما الأمر الأول فهو: أن يكون قصد هذا العبد امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

        والأمر الثاني: أن يكون عمله هذا موافقاً لشرع الله جل وعلا.

        فهذان أمران لابد منهما في العمل: الإخلاص، والمتابعة.

 والله جل وعلا يقول: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"[1], ويقول تعالى: "وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)"[2].

        فعلى العبد أن يعمل، وأن يتقرب بعمله هذا إلى الله طاعة لله من جهة ورجاءً لما عنده من جهةٍ أخرى، وخوفاً من عقابه جل وعلا، وألا يعمل عملا ًيقصد به الدنيا، فقد جاء رجل يسأل الرسول ﷺ فقال: « يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل ليُرى مكانه أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ».

        وجاءت أدلة كثيرة تدل على أن من أراد الأخرى سعى لها سعيها وفاّه الله، ومن كان يريد حرث الدنيا يؤتيه الله منها وقد يؤتيه ما يكون على سبيل الاستدراج، فعلى العبد الإخلاص في العمل لله جل علاه وأن يحرص أن تكون أعماله مطابقةً لما يريده الله جل وعلا. وبالله التوفيق.



[1] الآية (56) من سورة الذاريات.

[2] الآيات (1-3) من سورة العصر.