Loader
منذ سنتين

هل تنطبق قاعدة المشقة تجلب التيسير على الحالة التالية: أتوضأ ثم أصلّي وبعد الصلاة أجد على يدي أثر مواد أستخدمها في عملي تكون حائلاً لوصول الماء؟


الفتوى رقم (11016) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل تنطبق قاعدة المشقة تجلب التيسير على الحالة التالية: أتوضأ ثم أصلّي وبعد الصلاة أجد على يدي أثر مواد أستخدمها في عملي تكون حائلاً لوصول الماء، وهذا الأثر ضئيل جداً، هل أعيد الوضوء والصلاة، علماً أني أمضي وقتاً وأبذل جهداً لإزالة هذه المواد قبل الصلاة، وهذا يتكرر معي بحكم عملي المتواصل؟

الجواب:

        من المعلوم أن الطهارة شرط في صحة الصلاة، ولهذا قال الرسول ﷺ: « ويل للأعقاب من النار » فلا بدّ من استيعاب الأعضاء التي شُرع غسلها في حال الوضوء؛ وكذلك غسل سائر البدن مع المضمضة والاستنشاق في رفع الحدث الأكبر؛ هذا بالنظر إلى الماضي، فالصلاة التي صليتها ويوجد جزء من يديك لم يصل إليه الماء فإن وضوءك غير صحيح، وصلاتك لا تكون صحيحة، وعليك الإعادة.

        وأما بالنظر إلى المستقبل فبإمكانك أن تلبس حائلاً على يديك يكون حائلاً بينها وبين المادة وملامستها للبشرة، وليست هذه من المسائل التي تندرج تحت قاعدة "المشقة تجلب التيسير".

        وبيان ذلك: أن المشقة هي مقترنة بالعزائم هذا من جهة الأصل؛ لأنك لا تجد أمراً شُرع فعله، أو أمراً شُرع تركه إلا والفعل لا بدّ من مشقة مقارنة للإتيان به، والمنهي عنه لا بدّ من مشقة مقارنة لتركه. فمثلاً صيام رمضان مشقته تليق به، والصلوات كلّ صلاة مشقتها تليق بها، الحج مشقته تليق به؛ وهكذا كلّ عمل تجده مأموراً به لا بدّ أن يقترن به مشقة. وهذه المشقة يسمونها مشقة معتادة؛ وهكذا بالنظر لحبس الإنسان لنفسه لترك الزنا، أو ترك اللواط، أو ترك شرب الخمر، أو ترك الربا أو ما إلى ذلك؛ لا بدّ من وجود مشقة في نفسه تحمله على ترك ذلك.

        هذه المشقة عندما تزيد وتخرج عن المعتاد نجد أنها عندما تحصل في الطهارة من ناحية -مثلاً- التيمم، ومن ناحية المسح على الجبيرة. ونجد -أيضاً- في الصلاة من ناحية الجمع في السفر أو الحضر، أو القصر في السفر. ونجد -أيضاً- قول الرسول ﷺ: « صلِّ قائماً، فإن لم تستطع... ».

        وهكذا نجد الرخص في الشريعة جاءت بالنظر إلى أن المأمور به لو أن الشخص ارتكبه أخذ بالعزيمة لحصل عليه مشقة خارجة عن المعتاد.

        وبناء على ذلك فهذه المسألة لا تدخل في مسألة المشقة تجلب التيسير. وبالله التوفيق.