تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ}
- التفسير
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4179) من المرسل السابق، يقول: أرجو أن تتكرموا بتفسير هذه الآيات: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ}[1] إلى آخر الآيات.
الجواب:
هذه الآية فيها بيان طريق من الطرق التي يسلكها الشخص عندما يريد أن يفارق زوجته، فيطلقها لعدتها لا يطلقها وهي حائض، ولا يطلقها في طهر مسها فيه، يطلقها طاهرة، يطلقها حاملاً.
لكن ينبغي على الشخص أن يتنبه إلى أن الطلاق هو حل للفرقة بين الزوجين؛ ولكن ينبغي أن يُعلم أن هناك أسباباً بحجم الطلاق الذي يحصل.
ومعنى ذلك: أن الخلاف الذي يقع بين الزوجين وبخاصة إذا أنجبا أولاداً، ينبغي أن ينظر في هذه الخلافات من ناحية تحديدها بدقة، ومن ناحية علاجها حسب الإمكان، وعندما يُطلق الرجل زوجته، يعزم على الطلاق، فإنه لا يخرجها من البيت بل تعتدّ بالبيت؛ لأن العدة تابعة للعلاقة الزوجية، فإذا كان قد طلقها طلقة، أو طلقتين، يمكن أنه إذا أكثر النظر إليها في دخوله وفي خروجه، يمكن أن يلين قلبه ويراجعها، وهذا من الحكمة المترتبة على اعتدادها في بيته {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}[2]، بمعنى: أن المرأة ينظر في عدتها؛ لأن عدتها قد تنتهي بوضع الحمل، وقد تكون بثلاث حيض، وقد تكون آيسة، فتكون بثلاثة أشهر {وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}[3].
معنى هذا: إن الشخص يتنبه إلى أنه لا يجرؤ على الإقدام على الطلاق إلا بعد توفر الأسباب المقتضية للطلاق، وبخاصة إذا كان هناك مودة بينهما، أو كان هناك أولاد بينهما. وبالله التوفيق.