Loader
منذ سنتين

يشكو قسوة القلب والوساوس في الصلاة


  • الصلاة
  • 2021-12-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7814) من المرسلة ف، ع، من جازان، تقول: أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عاماً ملتزمة بدين الله؛ لكني أشكو قسوةً في القلب. وأنا كثيرة الوساوس وبخاصةٍ في الصلاة، ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ، علماً بأني أحاول إصلاح حالي ولكني لم أستطع؟ أفتوني جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        القلب يمرض كما يمرض البدن، فإن البدن يمرض بأمراضٍ حسية، والقلب يمرض بأمراضٍ معنوية، والبدن يُعالج بالأدوية الحسية، والقلب يُعالج بالأدوية الشرعية؛ فهذه المرأة وأمثالها لا بدّ أن الشخص ينظر إلى ما حصل منه من خللٍ بترك واجبٍ أو بفعل محرم، فإن ترك الواجبات وفعل المحرمات من الأسباب التي تحدث عنها قسوة القلب، ولهذا قال -جل وعلا-: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[1]، ويقول: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[2]، ويقول: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[3]، ويقول: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[4]، فقسوة القلوب سببها المعاصي فحينئذٍ يُعالج بأمرين:

        أما الأمر الأول فهو: ترك المعاصي.

        وأما الأمر الثاني فهو: فعل الطاعات.

        فبالنظر إلى الماضي يستغفر الإنسان ربه ويتوب إليه؛ وأما بالنظر للمستقبل فإنه يترك المعاصي من جهة، ويفعل الطاعات من جهة، ويدعو الله -جل وعلا- من جهةٍ ثالثةٍ، ويداوم على ذلك فسيعود بإذن الله -جل وعلا- قلبه على حالةٍ مرضيةٍ. وبالله التوفيق.



[1] الآية (14) من سورة المطففين.

[2] من الآية (155) من سورة النساء.

[3] الآية (7) من سورة البقرة.

[4] من الآية (74) من سورة البقرة.