Loader
منذ سنتين

حكم طلب الزوجة الطلاق من زوجها الذي يضربها


  • الطلاق
  • 2021-12-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2608) من المرسلة السابقة، تقول: لي أخت تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً، وهي امرأة صالحة والحمد لله؛ ولكن زوجها يعاملها معاملةً سيئة، ويسبّها، ويضربها، وهي مع ذلك مطيعة له لا تعصي أوامره، فهل يجوز لمثل هذه المرأة أن تطلب الطلاق منه؟

الجواب:

 إن الحياة الزوجية كلّ واحدٍ من الزوجين أعلم بها من غيره حتى من الذين في البيت عنده. لو كان كلٌ من الزوجة والزوج عند أسرة الزوج؛ أي: عند أبيه، وأمه، وإخوانه، وأخواته، فلا شك أن كلّ واحدٍ منهما أعلم بالآخر من غيره من الأسرة، وهذه الأسرة أعلم بمعاملة الزوجين بعضهما لبعضٍ فيما يظهر لهما من الناس خارج البيت، والزوجة أعلم بحال زوجها معها، فإذا بلغ سوء المعاملة منه إلى درجة أنها لا تطيقه، فبإمكانها أن تبلّغ ولي أمرها، وأن يتفاهم معه، فإن حصل منه امتناعٌ عن ذلك، فالمرجع في ذلك إلى الحاكم الشرعي.

ومما يحسن التنبيه عليه أن كثيراً من الأزواج يشكون من زوجاتهم، وكثيرٌ من الزوجات تحصل منهنّ شكوى لرجالهم، فتبيّن معايب الرجل وجوانب النقص فيه؛ ولكنها لا تبيّن عيوبها وجوانب النقص فيها، وما يحصل منها من التساهل، أو من الاعتداء، أو من عصيانه في أوامره، فقد يمنعها من الدخول إلى بيتٍ معين وتخالفه في ذلك، وقد تذهب في غيبته، أو يمنعها من السوق وتخرج في غيبته، وإذا جاء وعلم قد يؤدبها، فتذكر تأديبه لها؛ ولكنها لا تذكر السبب الذي من أجله حصل التأديب. فهذه المرأة ذكرت إساءة زوجها إلى أختها، ولكنها لم تذكر عمل أختها مع زوجها.

 فالمهم هو تحديد السبب الذي ينشأ عنه الخلاف بين الزوجين ويسعى إلى إزالة هذا السبب؛ إما من الزوجين بعضهما مع بعضٍ من ناحية التفاهم، أو من ولي أمر الزوجة مع الزوج؛ لأن الزوج قد يكون من النوع الذي لا يصلح التفاهم معه، فحينئذ الولي الشرعي إذا كان له والدٌ، أو كان له أخٌ أكبر منه، يتفاهم معه في الموضوع، فإن استقامت الأمور فبها، وإن لم تستقم فالحمد لله، طريق الطلاق ميسور، والمرجع في ذلك إلى الحاكم. وبالله التوفيق.