الفتوى رقم (6825) من المرسل السابق يقول: ما الفرق بين النميمة والغيبة والبهتان؟

الجواب:

        بعض الناس يكون عنده خوف من الله -جل وعلا- ويدرك أن ما يصدر منه مكتوبٌ عليه "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"[1]، فيتوقى فيما يسمع، وفيما يبصر، وفيما يقول، وفيما يفعل، وفيما يضمر في قلبه يتوقى لهذه الأمور فإذا كان الإقدام على هذا الأمر مشروعاً أقدم، وإذا كان الإقدام ممنوعاً توقف. ومن الناس من لا يتنبه لهذا الشيء فيطلق سمعه في سماء المحرمات، وبصره في النظر إلى المحرمات، ولسانه في الكلام في الأمور المحرمة، ومن ذلك ما سأل عنه السائل، فتجد نوعاً من الناس تكون مهمتهم زرع العداوة والبغضاء فيما بين الناس؛ سواءٌ أكان ذلك بين أشخاصٍ مشتركين في عمل كعملٍ تجاري، أو عملٍ علمي، أو عملٍ إداري، أو غير ذلك من الأعمال، فتجد أنه يسمع كلاماً من شخصٍ في شخص يذهب إلى ذلك الشخص الذي قيل فيه الكلام ويظهر النصح له ويقول له: إن فلاناً قال فيك كذا وكذا وكذا، وقد يُثيره ويضيق صدره من أجل أن يتكلم كلاماً سيئاً في الشخص الذي تكلم فيه، فيتكلم ثم يذهب هذا الشخص إلى ذلك الشخص ويقول: إن فلاناً يقول فيك كذا وكذا وكذا! فيصبح كل واحدٍ من الشخصين كارهاً للآخر. وهذا تكون مهمته نقل الكلام والتفرج عليهما، وهذا مما يأسف له الكثير وليعلم كل شخصٍ أن أي شخصٍ يسب أحداً عندك فاعلم أنه سيسبك عند غيرك، وهذا سيعود ضرره عليك أنت طالت المدة أو قصرت؛ لماذا؟ لأن الله I حرّم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده. وبالله التوفيق.