Loader
منذ سنتين

معنى قوله تعالى: "أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ"


  • التفسير
  • 2021-12-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2163) من المرسل أ. د من الحاير، يقول: يقول الله تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ"[1] ما معنى قوله تعالى: "أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ" وهل الخادمة من ملك اليمين؟

الجواب:

 هذه الآية ذكرها الله جل وعلا في سياق صفات المؤمنين وقبلها قوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)"[2] إلى قوله: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)".

فالفرج أمانة مع صاحبه لا يجوز له أن يضعه إلا في موضعه الشرعي، والموضع الشرعي الزوجة والأمة، والأمة هي التي تُملك بالشراء، تكون رقيقة ويشتريها المسلم من ماله، ويجوز له أن يطأها بملك اليمين.

أما ما ذكره السائل من أن الخادمة تكون من ملك اليمين، فإنها لا تكون من ملك اليمين؛ لأنه لا يقصد بملك اليمين أن تكون المرأة تحت يد الرجل ولو بطريق استئجارها كعاملةٍ عنده، بل المقصود بملك اليمين: أن يشتريها من ماله وبهذا يتبين أن ما يتصوره بعض الأشخاص بالنسبة للخادمات، وأنها مملوكة له ويفعل معها ما يفعله مع الرقيقة التي اشتراها بماله، أن هذا تصورٌ ليس في محله بل يكون زانياً بهذه المرأة ويُطبق عليه حد الزنا إن كان محصناً، أو كان غير محصنٍ،وبالله التوفيق.

المذيع: هل لكم يا فضيلة الشيخ أن تعلقوا على ما أسرف فيه كثير من الناس من استقدام الخدم من غير ما ضرورة؟

الشيخ: أما موضوع استقدام الخدم فلا شك أنه موضوعٌ جديرٌ بالعناية، وكل رب بيتٍ راعٍ على بيته ومسؤولٌ عن رعيته.

 ويحتاج الشخص إلى أن يكون بصيراً في حاله ، وبصيراً في دينه ، وبصيراً في ماله، وبصيراً في بيته من جهة أولاده ومن ناحية بناته، فإن الخادمة جسمٌ غريبٌ دخل في جسم، والخادمة تكون قد تربت في بيئة تختلف عن البيئة التي جاءت تعمل فيها، فقد يكون لوجودها في البيت آثارٌ من الناحية الدينية، من الناحية المالية، من الناحية الأخلاقية، من الناحية الأمنية، من الناحية الاجتماعية، فبعض الخادمات صارت سبباً في الفرقة بين الزوجة وزوجها، وبعض الخادمات تدرس الأطفال وتلقنهم مبادئ الدين الذي تعلمته وليس من دين الإسلام، وبعضهنّ تسرق الحُليّ من ربة البيت أو تسرق نقوداً، وبعضهن يحصل منها مفاسد أخلاقية.

فالمقصود أنه ينبغي لكل صاحب بيتٍ أن يكون على يقظة تامةٍ، وعليه أن يستغني عن المجيء بالخادمة، وعليه الاكتفاء بمن عنده في البيت من زوجةٍ ومن بناتٍ وزوجات أبناء يقومون بمسؤولية البيت، هذا بالإضافة إلى أن الخادمة تأتي بدون محرم، والرسول ﷺ يقول: « لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومٍ وليلة إلا ومعها ذو محرم »؛ لكن إذا اضطر الإنسان إلى خادمة، فبإمكانه أن يأتي بخادمةٍ مسلمةٍ، ويأتي بزوجها معها، ويسكنهما في جانبٍ من بيته ويستخدم كل واحدٍ منهما فيما يخصه مع منع تسرب ما قد يُتوقع حصوله من مفاسد بالنسبة لزوجها على أسرته وبالنسبة لها هي أيضاً، فكما أن الخادمة لها تأثيرٌ على الأسرة، فكذلك السائق أو الخادم له يكون له تأثيرٌ كلٌ بحسبه، ولولا ضيق وقت البرنامج لذكرت نماذج كثيرة من المساوئ التي ترتبت على مجيء السائقين، ومجيء الخدم ومجيء الخادمات، وذلك من خلال أسئلة السائلين عن طريق الهاتف، ولكن كما ذكرت سابقاً، على كل رب بيتٍ أن يتقي الله جل وعلا في نفسه وفي أسرته، وبالله التوفيق.



[1] من الآيتين (5، 6) من سورة المؤمنون.

[2] الآيات (1-4) من سورة المؤمنون.