الفتوى رقم (11139) من المرسل س، من أذربيجان، يقول: هل نكفّر من يستخدم كلمات كفرية؛ مثل: سب الله، مع عدم علمه بأن هذه الكلمة تُخِرج من قالها من الإسلام أم أن هناك ضوابط للموضوع؟

 الجواب:

        الشخص عندما يريد أن يغير المنكر لا بدّ أن يكون على مستوى من العلم.

        والشخص الذي وقع في المنكر، يحتاج إلى أن تُعلم الحقيقة التي هو عليها، فإذا كان هذا الشخص جاهلاً، فإنه يعلّم؛ لأن الله قال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[1].

        ومن أجل ذلك أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب. والرسل بلغّت الأمم؛ لأن كلّ رسول يُرسل إلى قومه خاصة: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}[2]؛ بخلاف الرسول ﷺ فإن رسالته عامة كما قال جل وعلا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[3] وقال ﷺ: « بعثت إلى الأحمر والأسود، وكلّ نبي يبعث إلى قومه خاصة ».

        فالرسل قاموا بتبليغ ما أمروا به، فقامت حجة الله -جلّ وعلا- على خلقه. والعلماء ورثة الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ وإنما ورثوا العلم.

        وبناء على ذلك: فإن العالم إذا شاهد شخصاً واقعاً في أمر محرم، فإنه يرشده ويبيّن له أن هذا الأمر محرم، فإذا بيّن له أن هذا الأمر محرم فقد قامت الحجة على هذا الشخص، وبعد ذلك يحكم عليه بحسب ما يقتضيه الواقع. وبالله التوفيق.