معنى حديث « وإذا خاصم فجر »
- شرح الأحاديث
- 2022-02-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10158) من المرسل ع. ع تشادي مقيم في جدة يقول: قول النبي ﷺ في حديث آية المنافق، قال: « وإذا خاصم فجر » ما معنى ذلك؟
الجواب:
الرسول ﷺ يقول: « إنكم تختصمون إليّ فلعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعةً من نار »؛ فالقاضي ليس له إلا الظاهر. ولهذا لو أنصف الناس من أنفسهم لما احتيج إلى القضاء؛ ولكن فيه بعض الناس يكون عنده قوة في الكلام، وعنده رغبة في الغلبة، وعنده عدم خوفٍ من الله -جلّ وعلا- فتجتمع هذه الأمور ويخاصم بغير حقٍ فيغلب. وطرق الغلبة كثيرة وأنا أذكر مثالاً واحداً من هذا: أمّن رجلٌ مبلغاً من المال عند رجل مقداره ثمانية آلاف، ولما أراد قبضها منه أنكر أربعة وأقرّ بأربعة، فوصلت المسألة إلى القاضي! المُدعي ليست عنده بينة، فقال للمدعي: لك يمينه، فقال: أنا أرضى بيمينه، فحلف بالله أنه ليس له عنده إلا أربعة آلاف فقط، فهذا خاصم وفجر في يمينه، فانتهت القضية وحصل حوادث مالية على المُدعى عليه، ثم رجع إلى الشخص الذي أمّنه المبلغ وأقرّ له بالأربعة الباقية. فالنتيجة أنهما ذهبا إلى القاضي الذي حكم في الأول وعزّر هذا وأخذ منه الأربعة، فهذا يدل على أن الإنسان إذا جاء إلى القاضي لا يعتبر قوة حجته ولكن يعتبر الحق.
وفيه قصص كثيرة من هذا النوع، فعلى كل شخصٍ يتقدم إلى المحكمة أن يتقي الله -جل وعلا- وأن ينظر هل هو محق أم أنه مبطل؟
فإذا كان محقاً فلا مانع من عمل السبب لأخذ حقه، وإن كان مبطلاً فعليه أن يتقي الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. وبالله التوفيق.