كيف التعامل مع الجار الذي يشرب الخمر ويعمل المحرمات ويتخذ بيته مكاناً لتجمع قرناء السوء
- الجار
- 2021-08-31
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1023) من المرسل ع.ع. ع، من الأحساء- الهفوف، يقول: منذ أن سكنا منزلنا من زمنٍ بعيد يوجد لنا جارٌ من جيراننا الطيبين، ولكن أقرب جار لنا يوجد له ولدٌ شابٌ، يقترب عمره من الثلاثين سنة، وهو إنسانٌ سفيه لا يحترم مشاعر جيرانه، يقول: إنه مدمنٌ لشرب الخمور، ومرعب للوالدين، والإخوة الأصغر، ولم يستطيعوا إيقافه عن فعله، لذا تركوا المنزل له حيث اتخذه بوفيه، أو كفتريا على ما يقال، يجتمع عنده أصنافٌ عديدة من الشباب الذين يشاكلونه، لا نعرفهم، ولا من أين يأتون بسبب ذلك الفاسق، وقد دام على ذلك لمدة تزيد على خمس سنوات، يدخل السجن في كل سنة أكثر من مرة، أو مرة واحدة، وهو بمرور الوقت يزداد في فعله هذا، وأنتم تعرفون نتائج شارب الخمر ومضاره، وموقفنا هذا يتردد بالسكوت والاندفاع إلى كشفه بذلك لتمسكنا بحقوق الجار، والتستر عليه، امتثالاً لأقوال الرسول الكريم ﷺ بالحفاظ على الجار، وسمعته، وعدم إيذائه، فهذه المشكلة شبيهة ألا منتهية، أرشدونا باتخاذ العمل اللازم لإيقافها بأسرع وقتٍ ممكن لتفادي الأخطار، شاكرين لكم اهتمامكم بأسئلتنا، والله يحفظكم ويرعاكم؟
الجواب:
ثبت عن الرسول ﷺ أنه قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »، وهذا التقسيم للناس مبنيٌ على أن القسم الأول هم أهل التنفيذ، وهؤلاء الذين يغيرون باليد.
وأن القسم الثاني: هم أهل البيان أهل العلم، وهؤلاء هم الذين يتكلمون.
والقسم الثالث: هم بقية الناس الذين لا يملكون التنفيذ، وليس عندهم علمٌ يفرقون به بين الحلال والحرام، أو لا يستطيعون التغيير، فهؤلاء يغيرون بقلوبهم، بمعنى أنهم يكرهون العاصي، ويكرهون المعصية.
وهذه المعاصي التي ذكرتها هي في الحقيقة ليست بخافيةٍ على أحد، وهذا الشخص مجاهرٌ بعمله هذا، وقد قال رسول الله ﷺ: « كل أمتي معافى إلا المجاهرين »، فينبغي أن تحاط الجهة المختصة بعمل هذا الشخص من أجل أن تتخذ ما يلزم من أجل منع هذا الفساد، وهذا من التعاون على البر والتقوى، وقد أمر الله جل وعلا به في قوله تعالى:"تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"[1]، على أن تركه قد يزيد من شره، وزيادة شره فيها انتشارٌ للشر حتى على أولاد الجيران، وقد يكون أيضاً على بنات الجيران من حيث يشعرون أولا يشعرون، فالمقصود أنه يجب المسارعة إلى القيام على هذا الشخص، وإبعاده عن هذا المكان، وبالله التوفيق.