Loader
منذ سنتين

حكم من يجري الطلاق على لسانه دائماً


  • الطلاق
  • 2021-12-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3261) من المرسل أ. ع، من ليبيا يقول: أنا الآن متزوج، ولأني جلست كثيراً مع الذين يحلفون بالطلاق، فإن الطلاق يجري على لساني حتى بعد الزواج، فماذا عليّ إذا حلفت بالطلاق سهواً؟

الجواب:

 اللسان آلة، وعندما يعوّده الإنسان على الخير يعتاده، وعندما يعوّده على الشر يعتاده، وعندما يعوّده على لغو الكلام يعتاده، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ"[1]، فبعض الناس يستخدم لفظ الطلاق ولو لم يكن متزوجاً، ويستخدم لفظ التحريم؛ لأنه عندما يحضر بعض المجالس يجد أن أباه، أو أخاه، أو أحد من أقاربه، أو جيرانه يستعمل هذا الشيء، فيجد كثرة استعماله بالمجتمع الذي يعيش فيه، وينسحب هذا الاستعمال إليه ويستعمله ولو لم يكن متزوجاً. وبعدما يتزوج يستمر هذا الاستعمال.

وسواءٌ كان ذلك بالحلف بالطلاق، أو بالتحريم، أو كان بالحلف بالله -جلّ وعلا-، فالواجب على المسلم أن يتنبّه إلى هذا الأمر، وألا يقدم على أمر من الأمور إلا إذا كان هذا الأمر مشروعاً له. أما إذا كان محرّماً عليه فإنه يمتنع عنه، فلا يجوز للإنسان أن يتلاعب بالحلف بالله -جلّ وعلا-، أو أن يحلف بالطلاق، أو بالتحريم، وهو لا يجوز له أن يحلف لا بالتحريم ولا بالطلاق، حتى ولو كان صادقاً؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن يحلف إلا بالله، أو بأسمائه، أو صفاته.

وأما ما حصل من هذا السائل من ناحية الطلاق، وكونه يقع أو لا يقع، فهذا راجعٌ إلى عدد المرات التي وقع فيها الطلاق، وإلى قصده في كلّ حالةٍ من الحالات، وبإمكانه مراجعة قاضي بلده لعرض الموضوع عليه كما وقع؛ أما مستقبلاً لا يجوز له أن يحلف بذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (224) من سورة البقرة.