Loader
منذ سنتين

كيف أستوعب الاحتساب وأقويّه وأشعر أنه نابع من القلب؟


الفتوى رقم (11155) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: نسمع كثيراً من يقول: فعلت هذا الشيء احتساباً لوجه الله؛ ولكن كيف أستوعب هذ الاحتساب وأقويّه وأشعر أنه نابع من القلب، ويكون بنفس صادقة؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكلّ امرئ ما نوى... » الحديث، فهذا الحديث أخذ منه العلماء قاعدة من قواعد الفقه، وهذه القاعدة هي الأمور بمقاصدها.

        ومعنى ذلك: أن الشخص يريد أن يتصرف في أمر من الأمور؛ أي: يريد أن يفعل فعلاً، أو يقول قولاً، أو يترك شيئاً من الأمور مما شأنه التعبد عند إقدامه على هذا الأمر يحتاج إلى أمرين:

        أما الأمر الأول: فهو الإخلاص، والمقصود بالإخلاص هو أن يكون العمل خالصاً لوجه الله -جلّ وعلا-

        والأمر الثاني: أن يكون هذا الشيء الذي يريد أن يحققه موافقاً لشرع الله -جلّ وعلا-، فلا يكون مخالفاً، ولا يكون فيه إفراط، ولا يكون فيه تفريط.

        وعلى هذا الأساس فالشخص عندما يريد أن يتصدق ينوي بقلبه أن هذه الصدقة لوجه الله؛ ولكن الاحتساب لا يكفي، فلا بدّ أن يكون هذا المال حلالاً؛ لأنه إذا كسب المال من وجه حلال وأنفقه في وجه حلال؛ فإنه يؤجر على كسبه ويؤجر على إنفاقه؛ أما إذا كسبه من وجه حرام وأنفقه في وجه حرام، أو كسبه من وجه حلال وأنفقه في وجه حرام، أو كسبه من وجه حرام وأنفقه في وجه حلال؛ هذه الأمور الثلاثة لا يؤجر عليها ولو قصد الاحتساب.

        فالمهم هو أن صدق النية في العمل عند الإنسان لا تكفي إلا إذا كان العمل مطابقاً لشرع الله -جلّ وعلا- وبالله التوفيق.