متزوج وله ثلاثة أبناء، وتحدث مشادة بين والديه وزوجته، ويأمرانه أن يطلقها
- النكاح والنفقات
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12278) من المرسل ع.م.ن من المدينة المنورة يقول: أنا رجل متزوج ولله الحمد لي ثلاثة أبناء، لكن أواجه بعض المصاعب في حياتي العائلية؛ لأن الوالد والوالدة -هداهم الله- شديدين، وامرأتي كذلك ويحصل منها بعض الأحايين ما يغضب الوالدين، ويأمراني أهلي أن أطلقها وأتزوج بغيرها، فأفتوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
كل من الوالدين له حق على ابنه، وعليه حق لابنه. والابن عليه حقوق لوالديه، وله حقوق عليهما. والزوجة لها حقوق على زوجها، وعليها حقوق له.
وبناءً على جميع هذه الأمور لابد من النظر في عين المشكلة التي صارت مثاراً للخلاف بين زوجتك وبين والديك، فإذا كانت زوجتك هي المتعدية فإنها توقف عند حدها، وإذا كان والدك أو والدتك هو المتعدي فإنه يوقف عند حده؛ أما حصول نزاع وتطور مشاكل مع عدم تحديد المسبب من جهة، وحجم السبب من جهة ثانية؛ فإن هذا يُحدث بلبلة في الأسرة، وقد يترتب عليه نتائج تُوقع على غير من هو أهل لإيقاعها عليه؛ بمعنى: إن المرأة قد تُظلم فيشتد الخصام ويحصل الطلاق، ويكون لها أولاد ويتشتت هؤلاء الأولاد بسبب هذه المشكلة، وعندما يتحقق عن واقع الأمر يوجد أن الأم هي السبب أو الأب هو السبب.
فنصيحتي لجميع الأشخاص الذين يتزوجون ويجعلون زوجاتهم عند آبائهم وأمهاتهم ألا يتسرعوا في إعطاء الحكم الحاسم في الموضوع؛ بل لابد من التعرف والتحقق من السبب ومن المتسبب، ثم بعد ذلك يُعالج بالطرق التي تُحقق المصلحة وتدرأ المفسدة.
وكذلك أنصح الأمهات لأن كثيراً من الأمهات يتدخلن بين الزوج وزوجته بسبب الغيرة والحسد؛ فأنصحهن بأنه لا يجوز لهن التدخل على هذا الوجه.
وأنصح الآباء -أيضاً- لأنه قد يتدخل بين الزوجة وبين ولده بسبب أطماع مالية؛ يعني: إنه يحسد الزوجة على بعض الأمور المالية، فيُريد أن يفرق بين ولده وبين هذه الزوجة من باب الحسد، وهذا -أيضاً- لا يجوز له.
وأنصح -أيضاً- الزوجات بأن يحرصن على تقوى الله -جل وعلا- ولا تكون الزوجة سبباً في عقوق الولد لوالدته، أو عقوق لوالده أو لهما جميعاً؛ بل تكون معينةً له على برّهما ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً؛ وكذلك بالنظر إلى الزوج عليه أن يؤدي حق زوجته على الوجه المطلوب، ويؤدي حق أبيه وأمه على الوجه المطلوب: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[1]. وبالله التوفيق.