حكم من تصلي وتنويها قيام الليل وتدعي بالذرية الصالحة
- الصلاة
- 2021-12-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4672) من المرسلة السابقة، تقول: أصلي ركعتين أو أكثر أنويها قيام الليل كما أنوي فيها الدعاء بأن يرزقني الله الذرية الصالحة، هل تعتبر صلاتي قيام ليل؟
الجواب:
الشخص يصلي في الليل بعد صلاة العشاء وقبل طلوع الفجر، يصلي في أول الليل، أو في وسطه، أو في آخر الليل، فالله جل وعلا يقول لنبيه ﷺ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)}[1].
والناس يختلفون،منهم من تكون له قدرة وظروف مساعدة له في أن يقوم آخر الليل، ومنهم من لا تكون عنده قدرة على القيام آخر الليل، فالشخص ينظر إلى حاله فإذا كان من مصلحته أن يقوم آخر الليل وله القدرة على ذلك فإنه يجعل صلاته آخر الليل وبعدما ينتهي يوتر بركعة، وإذا كان يخشى أنه إذا نام لا يستيقظ فإنه يصلي صلاته بعدما يصلي العشاء وبعدما ينتهي من صلاته يؤثر بركعة، فقد استأذن عمر رضي الله النبي ﷺ في الوتر أول الليل فأمره بأن يجعل وتره آخر الليل، استأذنه أبو بكر -رضي الله عنه- في أن يوتر فأذن له ﷺ في أن يجعل وتره أول الليل، فأجاب كل واحدٍ منهما بحسب حاله، وهذا لا ينقص من قدر أبوبكر -رضي الله عنه- فقد وصفه ﷺ لقوله: « لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح »، لكن لما كان لعمر -رضي الله عنه- قوة جعله ﷺ يوتر آخر الليل، ولهذا وصفه ﷺ بقوله: « لو سلك ابن الخطاب وادياً، لسلك الشيطان وادياً آخر ».
فالمقصود: أن كل شخص ينظر إلى حاله، فإذا كان من مصلحته أن يجعل صلاته آخر الليل أو وسط الليل فعل ذلك إذا كان قادراً على القيام،وإذا كان يخشى على نفسه أنه إذا نام ما يستيقظ فإنه يجعل صلاته أول الليل بعد صلاة العشاء،وبعدما ينتهي يوتر. وبالله التوفيق.