Loader
منذ سنتين

زوجي على دين وخلق وطيب ومتزوج قبلي، وفي بعض الأحيان لا يعدل هل أحاسبه؟


الفتوى رقم (10523) من المرسلة السابقة، تقول: زوجي على دين وخلق وهو طيب جداً؛ لكنه متزوج قبلي، وفي بعض الأحيان لا يعدل. هل أحاسبه على كل شيء إن لم يعدل؟ أم أكتفي بما يصلني خصوصاً أنه كما ذكرت لكم على دين وخلق طيب؟

الجواب:

        العلاقة بين الزوج وبين زوجته لها وجهان:

        وجهٌ ظاهر ووجهٌ باطنٌ بينهما لا يعلم هذه المعاملة الباطنة إلا كل واحدٍ من الزوجين.

        وبناءً على ذلك فأنتِ انظري إلى التعامل الذي يحصل منكِ معه، فإن له حقوقاً عليك وعليه حقوق، وأنتِ لك حقوق وعليك حقوق؛ فأنت اعرفي الحق الذي لك فلا تطلبي أكثر منه، والحق الذي عليك فأديّه كما أمر الله -جل وعلا-.

        ومن جانبٍ آخر قد يكون هذا الرجل صالحاً لكنه يكون مشغولاً في أمور أخرى، وتتصور المرأة أنه إذا انشغل في أشغاله الأخرى أنه يكون عند زوجته، فتضيف إليه زماناً لا يكون موجوداً عند زوجته، وبناءً على ذلك كله فأنا أنصح في مثل هذه الأمور بالأخذ بمبدأ التسامح لماذا؟ لأن المشادة والمشاقة تكون لها آثار سلبية على الزوج وعلى الزوجة؛ وكذلك قد تتطور وتكون على الأولاد إذا كان هناك أولاد بينهما، وقد تتطور أكثر من ذلك وتكون بين الأسرتين.

        فعلى هذا الأساس ينبغي للمرأة أن تتسامح بالقدر الذي تتمكن من تحمله. وقد سألت امرأةٌ والدها في ليلة زفافها بزوجها فقالت: يا أبتِ انصحني! فقال لها: يا بنية كوني له أمة يكن لك عبداً.

        فبعض النساء تكون عندها استطالة على الزوج، أو على أمه، أو على أخته، أو على بناته، أو على أولاده إذا كان له أولاد. وهذه الأمور تتجمع في فكر الرجل، وبعد ذلك قد ينصرف عنها بعض الانصراف ويتزوج زوجةً أخرى نتيجة لهذا العمل الذي تعمله هي؛ ولكنها تفكر فيما عمله هو، ولا تفكر في السبب؛ لأن السبب من جهتها، وما وقع منه هذا مُسَّبب، فهي تفكر في المسبب، ولكنها لا تفكر في السبب، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. وبالله التوفيق.