حكم سماع الأغاني
- فتاوى
- 2021-06-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (650) من المرسلة السابقة، تقول: أحب سماع أشرطة الغناء العربية والغربية والرقص بأنواعه، فهل هذا حلال، علماً أني أؤدي واجبي نحو ربها من صلاة وصيام وزكاة؟
الجواب:
الحقيقة هذا السؤال مهم؛ لأن أمثال السائلة كثير، فكثير من الناس يكون سلوكه مزدوجاً؛ بمعنى: إنه يعمل بالمتناقضات في حياته، وسواء كان ذلك بالنظر إلى ما يزاوله من أعمال تخصه، أو تتعدى إلى غيره، فبالنسبة للشخص الذي يزاول أعمالاً تعود إليه؛ كهذا السؤال فهي تصلّي وتصوم وتزكّي؛ ولكن تعمل هذه الأعمال المحرمة، فعلى الشخص أن ينظر في الأعمال والأقوال والنيات التي يباشرها، وأن يحققها حتى تكون خالصة لوجه الله من جهة، ولا يعمل أعمالاً أخرى من شأنها أن ترتب عليه إثماً، فهي قد لا تؤثر على صلاته وصيامه؛ بل تؤثر على سلوكه؛ هذا بالنظر للشخص الذي يزاول الأمور لنفسه.
أما الشخص الذي يزاولها باعتبار غيره، ويكون مزدوجاً في سلوكه، فتراه ينهى أولاده عن ترك الصلاة في المسجد ولكن لا يصلي في المسجد، وينهاهم عن شرب الدخان ولكنه يشربه، وينهاهم عن الكذب ولكنه يكذب؛ هذه صور توجد في البيوت من جهة تربية الشخص لأولاده، وهكذا بالنسبة لسائر المربين؛ فكثير منهم يكون عنده جانبان: أحدهما: إيجابي، وهو أنه يأمر بسلوك الطريق المستقيم؛ ولكن الأشخاص الذين يأمرهم بذلك يشاهدون منه أعمالاً ويسمعون منه أقوالاً تناقض ما أمرهم به، وبهذا تقل قيمته عندهم، وينعدم قبولهم لما يقوله؛ وهكذا بالنسبة للأشخاص القياديين على جميع المستويات يأمر الجهة التي يكون قائداً فيها يأمر بعض الأشخاص بما يتفق مع الناحية الشرعية؛ ولكن يقع منه -سواء باشر ذلك بنفسه، أو أمر شخص أن يباشره- يناقض ما أمرهم به مع الشيء المتفق مع الشرع، وبهذا يكون شخصية متناقضة.
فعلى الشخص أن يتقي الله في نفسه بينه وبين ربه، وعليه أن يتقي الله فيما ولاه في أمر الأسرة أو التدريس، عليه أن يتقي الله في نفسه، ويكون صورة صادقة قولاً وعملاً واعتقاداً بما يحبه الله ويرضاه، فيكون عند أوامر الله فعلاً وعند نواهيه تركاً، فعلى العبد أن يتقي الله في نفسه، ولا يكون شخصية متناقضة في بيته، أو مدرسته، أو مقر عمله ونحو ذلك. وبالله التوفيق.