خطيب مسجد أقوم بالوعظ والإفتاء وأستعمل الأحاديث الضعيفة والمجهولة السند، هل عليه إثم؟ وهل ينطبق عليه قول النبي ﷺ: « من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار »؟
- الصلاة
- 2022-01-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9522) من المرسل ح. خ من تشاد، يقول: أنا إمام وخطيب مسجد في قريتنا، أقوم بالوعظ والإفتاء، وعندما ألقي المواعظ أستعمل الأحاديث الضعيفة والمجهولة السند، هل عليّ في هذا إثم؟ وهل هو ممن ينطبق عليه قول النبي ﷺ: « من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار »؟
الجواب:
من المعلوم أن الله -جلّ وعلا- أنزل القرآن وأن بعضه يبين بعضاً، وجاءت السنة وبعضها يبيّن بعضاً، والسنة مبينةٌ للقرآن، والقرآن والسنة يتعلمهما من وفقه الله -جلّ وعلا- للعلم بهما؛ ولكن الشخص الذي يريد أن يتعلم القرآن والسنة هو محتاجٌ إلى جملةٍ من الوسائل التي لا بدّ من توفرها له حتى يفهم القرآن، ويفهم السنة، ويفهم الربط بين آيات القرآن بعضها مع بعض، والسنة بعضها مع بعض؛ وكذلك السنة مع القرآن.
وأنا أذكر جملة من الوسائل فمن ذلك: علم اللغة وضعاً، واستعمالاً، وتصريفاً، واشتقاقاً، وفقهاً، وإعراباً، وبلاغةً؛ هذه لا بدّ للإنسان أن يكون على علمٍ منها. ومن ذلك -أيضاً- أصول الفقه، ومن ذلك علوم القرآن، ومن ذلك علوم السنة، فعندما يدرس هذه الوسائل يستطيع بعد ذلك أن يدخل في فهم القرآن وفي فهم السنة؛ هذا من جهة التعلم.
الشخص الذي يريد أن يدعو الناس بأي وسيلة من وسائل الدعوة القولية؛ لأن الدعوة قد تكون فعلاً، وقد تكون قولاً. فإذا كان يريد أن يدعو الناس من الناحية القولية أو من الناحية الفعلية التكييفية؛ بمعنى: يريد أن يصلّي صلاة ليشاهده الناس ويأخذ من صفة صلاته أن هذه هي الصفة المشروعة، أو يتوضأ أمام أشخاص وذلك من أجل أن يعلمهم مثل ما يتوضأ المدرس أمام تلاميذه، فهو لا بدّ أن يكون قادراً على فهم العلم من القرآن ومن السنة؛ وذلك باستخدام الوسائل التي سبقت. وإذا صدق فهمه لشيء من القرآن، وهذا الفهم سليم فالرسول ﷺ قال: « بلّغوا عني ولو آية » فيبلّغ الإنسان للناس ما يكون صحيحاً لا من ناحية الثبوت، ولا من ناحية الفهم.
أما بالنظر إلى كون الشخص يتكلم تكون عنده شجاعة على القول؛ ولكن لا يكون عنده بصيرة فيما يقول: لا بصيرة من ناحية ثبوت ما يضيفه إلى الرسول ﷺ كما ذُكر في السؤال من ناحية أنه يحتج بالأحاديث الضعيفة وبالأحاديث الموضوعة مع أن القرآن فيه غنىً عن هذه الأمور، وكذلك ما ثبت في السنة عن رسول الله ﷺ فيه غنى، فيتجنب الإنسان هذه الأمور في محاضراته، وفي خطبه إذا كان خطيب جمعة؛ وهكذا في سائر دعوته إلى الله -جلّ وعلا-؛ وكذلك في سائر الفتاوى التي يفتيها لا بدّ أن يسند الفتوى إلى مدركٍ شرعي صحيحٍ. وبالله التوفيق.