الفتوى رقم (10431) من المرسل السابق، يقول: في بلدنا صادف رمضان موسم حصاد إذا كان لديّ عمال في الحقل يحصدون في نهار رمضان ولا يصومون، فهل أنا آثم إذا أعطيتهم طعاماً وشراباً؟ وهل فطرهم هذا صحيح بحجة عملهم في الحصاد مع أنهم سيقومون بالقضاء بعد انتهاء موسم الحصاد؟

الجواب:

        الشخص إذا كان مسافراً يُفطر بسبب السفر؛ لكن لا يكون سفره سفر معصية؛ لأن سفر المعصية لا يترخّص فيه برخص السفر.

        وإذا كان مريضاً مرضاً يشقّ عليه الصيام مع وجوده مشقة خارجة عن المعتاد فإنه يُفطر.

        أما إذا كان عاملاً فالعمال لا يُحصون، فلا يجوز لهم أن يفطروا، وإذا كانوا سيفطرون فلا يجوز لك -أيضاً- أن تشغّلهم؛ لأن تشغيلك لهم يتخذونه مبرراً لفطرهم فلا يجوز لك أن تشغِّلهم، ولا يجوز لك أن تعطيهم طعاماً؛ لأن إعطاءهم الطعام هذا من التعاون على الإثم والعدوان والإثم الذي ارتكبوه هو أنهم أفطروا دون مبرر شرعي. وأيضاً أنت استأجرتهم فلا يجوز لك أن تستأجرهم إذا كنت تعلم أنهم سيفطرون في أثناء ذلك، فلا يجوز لك التعاقد معهم من جهة، ولا يجوز لك إعطاؤهم الطعام من جهة أخرى. وبالله التوفيق.