Loader
منذ 3 سنوات

حكم الدعاء والاستغفار للآباء الذين ماتوا وهم يدعون ويعتقدون بغير الله؟


  • فتاوى
  • 2021-08-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7139) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل يجوز الدعاء والاستغفار للآباء الذين ماتوا وهم يدعون ويعتقدون بغير الله؟

الجواب:

        الرسول ﷺ قال: « من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار »([1])، والإنسان قد يموت على الشرك الأكبر، وعلى هذا لا يجوز الاستغفار لهؤلاء؛ لأنهم خالدون مخلدون في النار بدليل قوله -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"[2].

        أما إذا كان الإنسان مشركاً شركاً أصغر، فإن الشرك الأصغر يُنافي كمال التوحيد بخلاف الشرك الأكبر فإنه ينافي أصل التوحيد، أما الشرك الأصغر فإنه ينافي كماله ولكن لا يُغفر لصاحبه، فإذا مات الإنسان ولم يتب لا من الشرك الأكبر ولا من الشرك الأصغر؛ فبالنسبة للشرك الأكبر يكون صاحبه خالداً مخلداً في النار، وبالنسبة للشرك الأصغر إما أن يدخله الله النار ويعاقبه بقدر شركه ومآله إلى الجنة، وإما أن يأخذ من حسناته بقدر شركه ويدخله الله -جل وعلا- الجنة ؛ لأن قوله -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ"[3] عامٌ للشرك الأكبر وللشرك الأصغر.

        وبالنظر إلى الصورة المسؤول عنها فإن السائل أعلم بمن سأل عنه هل مات على الشرك الأكبر! لا يدعو له ولا يتصدق عنه، وإذا كان مات على الشرك الأصغر فلا مانع من الدعاء له والصدقة عنه؛ لأن مآله إلى الجنة كما سبق بيان ذلك. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في الجنائز(2/71)، رقم (1238)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة (1/94)، رقم(92).

[2] من الآية (48) من سورة النساء.

[3]  من الآية (48) من سورة النساء.