Loader
منذ سنتين

حكم ترك الزوج زوجته وأولاده مع أمه لخدمتها مع وجود أخ له يسكن في البيت مع أمه


الفتوى رقم (5039) من المرسل م. ع مقيمٌ في اليمن، يقول: تركت زوجتي وأولادي مع أمي الكبيرة في السن لخدمتها، ولكن لي أخ أعزب لم يتزوج نظراً لظروفنا الاقتصادية، وعمره ثلاثين سنة ولكن يجلس مع أمي وزوجتي في نفس البيت الضيق الريفي، وأنا أعلم أن الحمو كالموت كما قال ﷺ، ولو أتيت بزوجتي كنت عاقاً لوالدتي، ولو تركتها خالفت بذلك الشرع، ماذا أفعل؟

الجواب:

        جاء رجلٌ إلى الرسول ﷺ فقال: « يا رسول الله من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال:أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك »، فهذا فيه دليل على عظم حق الأم ورعايتها وبخاصة إذا كانت كبيرة السن والزوجة تحت مسؤوليتك أنت مسؤولٌ عنها، وأمك ليست مسؤولةً عنها وأخوك ليس مسؤولاً عنها، وإذا كنت قادراً على الإتيان بزوجتك فإنك تأتي بزوجتك وبأمك تجعلهما معك، وقد يكون مجيئك بأمك مع زوجتك يكون فيه خير كثير لك لا بالنسبة للتوفيق من ناحية كسب المال وكونه حلالاً، وكذلك حصول البركة فيه من ناحية آنفاًقه، وكذلك البركة في حياتك أنت من جهة توفيقك للأعمال الصالحة وصرف الأمور التي قد تؤثر عليك، فإن الله جل علاه يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[1].

        أما بقاء زوجتك في هذا البيت وأخوك يجلس معها ويجلس مع أمك، فلا شك أن جلوسه معها ذريعة من الذرائع المحرمة ومن قواعد الشريعة سد الذرائع، وسد الذريعة هنا هو أنه تأتي بأمك وزوجتك أو يمتنع هو عن الدخول خشية من وقوع مالا تحمد عقباه، فإن الشيطان يجري في بني آدم مجرى الدم. وبالله التوفيق.



[1] من الآيتين (2 - 3) من سورة الطلاق.