إذا كان آخر كلام للإنسان قبل موته لا إله إلا الله، هل يدخله الله الجنة؟
- توحيد الألوهية
- 2021-07-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6223) من المرسل أ. ع. ر، يقول: إذا كان آخر كلام للإنسان قبل موته لا إله إلا الله، هل يدخله الله الجنة؟ أم أنه يطهّره من ذنوبه إن كانت عليه ذنوب أولاً قبل إدخاله الجنة؟
الجواب:
الشخص في حياته يكون على حالة وهذه الحالة تختلف فقد يكون مؤمناً إيماناً يدخله الله به الجنة، ويكون قد تحقق فيه قوله-تعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[1]، فيكون أخذ بأسباب الوفاة على الإسلام. وهذه الأسباب هي عبارة عن اتباع الأوامر واجتناب المحرمات. وقد يكون الشخص على حالة تجعله كافراً كفر أكبر، أو مشركاً شرك أكبر، أو منافقاً نفاق أكبر؛ بمعنى: إنه على حالة غير المسلم، هذا يقول الله -جلّ وعلا- فيه:"قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ"[2]، فإذا تاب الإنسان فإن الله I يقبل التوبة؛ لكن لا تكون توبته عند الغرغرة؛ يعني: عند خروج الروح كما تاب فرعون حينما قال: "آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"[3]، فقال الله له: "آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"[4]؛ فالله سبحانه وتعالى لم يقبل توبته. ومن المعلوم « أن الرسول ﷺ زار غلاماً يهودياً فلما زاره عرض عليه الإسلام، فلما عرض عليه الإسلام رفع الولد بصره إلى أبويه فقالا له: أطع أبا القاسم. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ». بعد ذلك مات فلما خرج منه الرسول ﷺ قال: « الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ».
وقد يكون الشخص على حالة مرتكباً شركاً أصغر، ومن المعلوم أن الشرك الأصغر إما أن يُقتص من صاحبه إذا مات ولم يتب أنه يقتص من صاحبه يوم القيامة؛ إما بالأخذ من حسناته، أو بإدخاله النار وتطهيره ثم مآله إلى الجنة لعموم قوله-تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"[5].
وقد يكون الشخص مرتكباً لكبائر الذنوب؛ مثل: الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وغير ذلك من المحرمات؛ فهذه إذا تاب منها التوبة الشرعية فيما يتعلق بحق الله وما يتعلق بحقوق الآدميين فإن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده. ومن المعلوم أن التوبة تجبُّ ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإذا مات على الكبائر وكذلك الإصرار على الصغائر؛ لأن الإصرار على الصغائر ينزلها منزلة الكبيرة، فإذا مات على ذلك فهو تحت مشيئة الله -جلّ وعلا- إن شاء عذّبه ومآله إلى الجنة، وإن شاء غفر له. وبالله التوفيق.