Loader
منذ 3 سنوات

حكم المشادات مع الوالدين والدعاء على الأبناء


الفتوى قم (6534) من المرسلة السابقة تقول: دائماً يحصل بيننا وبين والدتي مشاكل ومشادات كلامية تغضب أمي علينا لأتفه الأسباب، وهي دائماً تقول: إنكم لستم قريبين من الله والله يبغضكم وليس لكم عند الله قبول؛ لأنكم تصلون وتصومون وليست قلوبكم مؤمنة بالله. أمي جاهلة جداً في أمور دينها، ودائماً تدعو علينا وتسبنا وتؤذينا، فما نصيحتكم لها جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « لو يُعطى الناس بدعواهم لادعى رجالٌ دماء قومٍ وأموالهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر »، فالسائلة تذكر مساوئ أمها ولكنها لم تذكر مساوئ بناتها عليها، وكان من الإنصاف أن تذكر ما يحصل من بناتها عليها من الأسباب التي تجعلها تغضب وتصفهن بالصفات التي ذكرت في السؤال؛ أما إذا لم يكن هناك أسبابٌ من البنات موجبة لغضب الأم وموجبة لأن تدعو على بناتها، وأن تتهمهن بهذا الاتهام الذي ذكرته السائلة فإن هذا لا يجوز للأم، لأن الله تعالى يقول: "وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"[1] فلا يجوز لأحدٍ أن يعتدي على أحدٍ إلا بحق. وليس معنى كونها أماً أن يكون ذلك مسوغاً لظلمها على أي واحدٍ من أولادها من الذكور والإناث، وعليها أن ترجع إلى نفسها، وأن تستغفر الله وتتوب إليه؛ هذا من جهة. ومن جهة أخرى على البنات -أيضاً- تجنب جميع الأسباب التي من شأنها إنشاء غضب الأم أو غضب الأب؛ لأن هذا مما يساعد -يعني هذا التجنب- يساعد على استمرار قوة أواصر الأسرة فيما بينها؛ وبالتالي يقوى التعاون فيما بينهم، وتغرس المحبة في قلوبهم جميعاً. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (190) من سورة البقرة.