Loader
منذ سنتين

متى يجب سجود السهو؟ وماذا يقال فيه؟


الفتوى رقم (9980) من المرسل السابق، يقول: أرجو منكم أن تبينوا لي متى يجب سجود السهو؟ وماذا يقال في سجود السهو من التسبيح؟

الجواب:

        الشخص قد يسهو في صلاته فيزيد ركعةً؛ كمن صلى الظهر خمساً ساهياً، أو ينقص ركعةً؛ كمن يصلي الظهر ثلاثاً؛ ولكن إذا كان إماماً ذكّر وإذا كان منفرداً ذكر بنفسه، فإنه في الحالة الأولى يسجد للسهو، وفي الحالة الثانية يأتي بالباقية ويسجد للسهو؛ لأن من قواعد النسيان أن النسيان يُنزل الموجود منزلة المعدوم، ولا ينزل المعدوم منزلة الموجود.

        وتطبيق هذه القاعدة على هذه المسألة هي أن الشخص إذا زاد خامسةً فهذه الخامسة لم يطلب إيجادها إنما هو مطلوبٌ إعدامها، وبالنسبةِ لما إذا ترك الرابعة من الظهر أو العصر أو العشاء فهذه الرابعة مطلوبٌ إيجادها؛ فهو لا يكون آثماً لا في الحالة الأولى ولا في الحالة الثانية؛ لكن في الحالة الأولى الخامسة غير معتبرة شرعاً، وفي الحالة الثانية لا نقول: إنه معذورٌ وتسقط عنه الرابعة؛ بل يجب عليه أن يأتي بالرابعة ويسجد للسهو.

        ومما يحسن التنبيه عليه هنا:

        أن بعض الأشخاص يترك ركناً من أركان الصلاة: يترك الفاتحة، أو يترك سجدة من إحدى الركعات؛ المهم أنه يترك ركناً ويجبر هذا الركن بالسجود، وهذا ليس بصحيح؛ لأن سجود السهو لا يجبر ركناً من الأركان؛ وكذلك لا يجبر شرطاً من الشروط؛ كمن ترك شرطاً من شروط الصلاة ثم تذكر أنه تركه وسجد للسهو بناءً على ذلك، كشخصٍ كان يصلي بالجماعة فانتقض وضوؤه في أثناء صلاته فسجد للسهو ولما سلّم سألوه قالوا: أنت لم تزد في الصلاة ولم تنقص منها فلماذا سجدت للسهو؟ قال: انتقض وضوئي في أثناء الصلاة فسجدت للسهو جبراً لذلك. ولا شك أن هذا جهل منه. فالمقصود هو أن سجود السهو لا يجبر شرطاً ولا يجبر ركناً. يجبر واجباً من الواجبات، أو كما ذكرت قبل قليل من ناحية الزيادة، أو من ناحية نقص؛ يعني: نقص ركعة مثلاً؛ أما إذا نقص سجدة من إحدى الركعات فإن الركعة تكون ملغاة ويأتي بركعةٍ بدلها.

        أما بالنظر إلى ما يقوله في سجود السهو فإنه يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى. وبالله التوفيق.