Loader
منذ سنتين

وعد الله -سبحانه وتعالى- المتقين بالحياة الطيبة: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} ماذا يعني الله بهذه البركة؟


  • التفسير
  • 2022-02-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11064) من المرسل السابق، يقول: وعد الله -سبحانه وتعالى- المتقين بالحياة الطيبة: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[1] فما حقيقة ذلك؟ هل يكون نعيماً دنيوياً حسياً ومعنوياً؟ أم ماذا يعني الله بهذه البركة؟

الجواب:

        من قواعد هذه الشريعة ترتيب المسببات على أسبابها، وأن هذه المسببات -في الغالب- تكون على حسب الأسباب، فإذا كان السبب صالحاً صارت النتيجة صالحة، وإذا كان السبب غير صالح صارت النتيجة غير صالحة؛ هذا هو في الغالب، وهذا هو منهج القرآن والسنة.

        وهذا السؤال راجع إلى قوله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[2].

        فالله -سبحانه وتعالى- ذكر السبب وهو التقوى، وذكر المسبب وهو إنزال الله الماء من السماء، كما قال -تعالى-: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}[3]. ويأمر الله أن تنبت ما أودع الله فيها من الخيرات، ويصرف الآفات عن هذه الأرض؛ بحيث إن الخيرات التي تنتج من هذه الأرض بسبب المطر الذي أنزل الله من السماء، وينتفع الخلق منها كلّ بحسبه؛ وكذلك تنتفع البهائم، وما إلى ذلك؛ لكن لا ينبغي أن ننسى قول الله -جلّ وعلا-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[4].

        فالمعاصي تكون مانعة من نزول المطر، وتكون مانعة من أن تؤتي الأرض أكلها، فكما أن الطاعات سبب في نزول الأمطار، وسبب في أن الأرض تؤتي أكلها؛ كذلك المعاصي لها شؤم، وهو أن الله -سبحانه- يمنع نزول الأمطار أن تنزل، ويمنع الأرض أن تنبت. ولو فرض نزول مطر فإنه يحصل آفات تمنع من هذا النبات، وهذا من باب العقوبة للخلق. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (96) من سورة الأعراف.

[2] من الآية (96) من سورة الأعراف.

[3] الآية (21) من سورة الحجر.

[4] من الآية (41) من سورة الروم.