الفتوى رقم (8875) من المرسلة السابقة، يقول: أرجو منكم ضرب مثال على كيفية الحمد والثناء على الله -جل وعلا- ومثال على تمجيد الله -جل وعلا-.

الجواب:

        مرَّ الرسول ﷺ على امرأة وهي تسبح وتعد التسبيح بالحصى، فذهب ﷺ وقضى حاجته ثم رجع ووجدها على حالتها فقال: « لازلتِ على حالتك؟ » قالت: نعم، قال: « ألا أدلك على خير من هذا؟ » قالت: بلى يا رسول الله، قال: « قولي: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، والحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، ولا إله إلا الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، والله أكبر عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ».

        والدعاء الذي يقوله الإنسان تارة يكون دعاء عبادة، وتارة يكون دعاء مسألة، فإذا قال الإنسان: اللهم اغفر لي، أو سأل ربه أن ييسر له حاجة من حوائج الدنيا أو حوائج الآخرة، فهذا يقال عنه أنه دعاء مسألة؛ لأن العبد يسأل ربه جلب نفع أو دفع ضر عنه في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما أيضاً جميعاً.

        أما دعاء العبادة فكما ذكرتُ من الدعاء السابق، وكقول الإنسان مثلا: الحمد لله رب العالمين، وقد يسبح الإنسان كما في قوله ﷺ: « من قال في يوم وليلة: سبحان الله وبحمده، غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ».

        فإذا كان الإنسان يفعل هذا الشيء من أجل غفران ذنوبه، فهذا من دعاء المسألة، وبالله التوفيق.